للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى المدائن فأرض جوخى والراذانات فأرض الموصل، ونزل ببافكي (قرب الخازر) وعلم ابن زياد بخبره، فأرسل لقتاله فيلقين، كل منهما ثلاثة آلاف. وعلى الأول ربيعة بن مخارق الغنوي، وعلى الثاني عبد الله بن جملة الخثعميّ. وتقدم ربيعة يوما، فانهزم من معه بعد معركة، وقتل، وأقبل الخثعميّ فقتل أيضا، وتفرق رجاله. وكان " يزيد " في حال إعياء شديد، من مرض حل به، فأوصى بمن يخلفه إن مات. وشهد المعركة الأولى وهو على حمار، يمسكه بعض الرجال، وشهد الثانية وهو في قلب جيشه، على سرير. وسقط ميتا في المساء، بعد الظفر في الحربين (١) .

هَبَنَّقَة

(٠٠٠ - ٠٠٠ = ٠٠٠ - ٠٠٠)

يزيد بن ثروان القيسي، من قيس ابن ثعلبة، أبوثروان، المعروف بهبنقة، ويلقب بذي الودعات: مضرب المثل في الغفلة، يقال: أحمق من هبنقة! وهو جاهلي.

يذكرون من خبره أنه كان يجعل في عنقه قلادة من ودع وخزف وعظم، وسئل عنها فقال: لأعرف بها نفسي! فسرقها أخ له وتقلدها، فلما رآه قال: إن كنت أنت أنا، فمن أنا؟ قال شاعر:

" عش بجدّ وكن هنبقة، يرض ... بك الناس قاضيا حكما! "

وقال ابن زيدون، في رسالته التهكمية: " وهنبقة مستوجب لاسم العقل إذا أضيف إليك! " وفي قصيدة للفرزدق:

" فلو كان ذو الودْع ابن ثروان لالتوت ... به كفه، أعني يزيد الهبنقا " (٢) .


(١) الكامل، لابن الأثير ٤: ٨٩، ٩٠ واللباب ٣: ٨٧ وجمهرة الأنساب ١٨٢.
(٢) ثمار القلوب ١١٢ والنقائض ٣٥٤، ٨٤٢ ومجمع الأمثال ١: ١٤٦ وسرح العيون، الطبعة الأميرية ٢٠٧ وأزهار الرياض ١: ٨٥ والنويري ٧: ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>