للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قاض فقيه أديب وزير، من الكتاب. كان عظيم الرياسة، خبيرا بتدبير الملك. ولد في الموصل، وتولى قضاءها، وبنى فيها مدرسة للشافعية. وانتقل إلى دمشق، فولاه نور الدين (محمود بن زنكي) الحكم فيها. وارتقى إلى درجة الوزارة، فكان له الحل والعقد في أحكام الديار الشامية. وأقره السلطان صلاح الدين (بعد وفاة نور الدين) على ما هو فيه، فاستمر الى أن توفي في دمشق (١) .

ابن المُسْلِمة

(٥١٤ - ٥٧٣ هـ = ١١٢٠ - ١١٧٨ م)

محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر، أبو الفرج، عضد الدين، ابن رئيس الرؤساء، المعروف كسلفه بابن المسلمة: وزير، من بيت مجد ورياسة. اشتهر آباؤه ببني المسلمة، نسبة الى جده لهم اسمها (حَميدة بنت عمرو) أسلمت سنة ٢٦٣ هـ ولي أبو الفرج استاذية دار المقتفي العباسي، سنة ٥٤٩ بعد وفاة أبيه. ولما توفي المقتفي وبويع المستنجد أقره وقرّبه، حتى صار يقضي أكثر أشغال الديوان. وتوفي المستنجد (سنة ٥٦٦) وبويع المستضئ، وتولى أبو الفرج أخذ البيعة له، ففوض إليه وزارته ولقبه (عضد الدين) فحسنت سيرته إلى أن أوغر الأعاجم صدر المستضئ عليه، فعزل (سنة ٥٦٩) ونكب. ثم أعيد، واستمر إلى أن عزم على الحج، فخرج لوداعه جمع من أرباب المناصب وغيرهم. وبعد أن عبر دجلة اعترضه ثلاثة من الباطنية (الإسماعيلية) بزيّ المتصوفة، ومعهم قصص (عرائض) وتقدم أحدهم ليناوله قصة، واعتنقه وضربه بالسكين، وهجم الثاني والثالث، فهبروه وجرحوا جماعة كانوا حوله، ومات من يومه.


(١) وفيات الأعيان ١: ٤٧٢ والمختصر المحتاج إليه ٥٥ ومرآة الزمان ٨: ٣٤٠ والوافي بالوفيات ٣: ٣٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>