للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصالحه أهل دمشق على مال دفعوه إليه. فانصرف إلى حمص، فدخلها، وخطب له على منابرها. ولقب نفسه بالمهديّ أمير المؤمنين، وعهد إلى ابن عم له اسمه عبد الله، ولقّبه (المدّثّر) وزعم أنه المدثر الّذي في القرآن. ثم سار إلى حماة والمعرة وغيرهما، وقتل خلقا كثيرا، وقصد (سَلَمْية) فأخذها بالأمان، ثم فتك بأهلها. ولما اشتد أمره، خرج له المكتفي العباسي من بغداد، ونزل الرقة، وأرسل إليه الجيوش. فكانت المغركة على ١٢ ميلا من حماة (في إحدى قرى المعرّة) وانهزم جيش القرمطي، وهرب هو وغلام له روميّ، وصاحب يدعى (المطوَّق)

وابن عمه المدثر، فقبض عليهم في البرية، في موضع يقال له (الدالية) في طريقهم إلى الكوفة.

وحملوا إلى المكتفي، وهو في الرقة، فسار بهم إلى بغداد، وضربت أعناقهم على الدكة، وصلب بدن (صاحب الشامة) على الجسر الأعلى، وعلقت إلى جانبه رؤوس أصحابه وآخرين من أتباعه كانوا في سجن بغداد، وطيف برأسه ثم أحرقوا جميعا. والمؤرخون يعرّفونه بصاحب (الشامة) ويذكرونه باسمه (الحسين) إلا المرزباني - في معجم الشعراء - فيعرّفه بصاحب الخال ويسميه (أحمد بن عبد الله) وقال: تروى له ولأخيه أشعار أشكّ في صحتها. وأورد نموذجا منها (١) .

بَدَوي

(٠٠٠ - ١٣٦٢ هـ = ٠٠٠ - ١٩٤٣ م)

حسين بن سامي بن علي بدوي: فاضل أزهري مصري. عمل في المحاماة الشرعية ودرس في معهد القاهرة. له كتب، منها (حقوق المرأة وواجباتها في الإسلام - ط) محاضرة و (موجز في


(١) عريب: حوادث سنة ٢٩١ ومرآة الجنان ٢: ٢١٧ و ٢١٨ وأبو الفداء ٢: ٦١ ومعجم الشعراء ٢٩٤ والبداية والنهاية ١١: ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>