للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسارت أبياته في الناس، فغنى ببعضها إسحاق النديم بين يدي الرشيد، فسأل عن قائلها فعلم بخبره، فكتب إلى عامله في الريّ برده وقضاء دينه، فعاد البريد بأنه مات بها قبل شهر (١) .

يحيى بن طَبَاطَبَا = يحيى بن محمَّد ٤٧٨

اليَكِّي

(٠٠٠ - نحو ٥٦٠ هـ = ٠٠٠ - نحو ١١٦٥ م)

يحيى بن عبد الجليل بن سهل اليكي، أبو بكر: شاعر هجاء، متصرف في المعاني، ينعت بهجاء المغرب. وهو من أهل " يكة " أحد حصون مرسية. كان كثير الهجاء للمرابطين " الملثمين " وأميرهم علي بن يوسف بن تاشفين:

" المنتمون لحمير، لكنهم ... وضعوا القرون مواضع التيجان "

" لاتطلبن مرابطا ذا عفة ... واطلب شعاع النار في الغدران "

ومن قوله في بعض أهل فاس:

" قصدت جلة فاس ... أسترزق الله فيهم "

" فما تيسر منهم ... دفعته لبنيهم! "

وكان ربما أغار على شعر أبي نواس، فحوّله من المجون إلى الهجو. رأيت ذلك في أبيات له حائية، أولها:

" عصابة سوء، قبح الله فعلهم ... أتوا في رشيد بالدناءة والقبح "

أخذ معانيها وبعض ألفاضها من رائية أبي نواس التي يقول فيها:

" وقالت، من الطراق؟ قلنا عصابة ... خفاف الأداوي، يبتغى لهم خمر "

وسماه أكثر مترجميه " يحيى بن سهل " نسبة إلى جده (٢) .


(١) معجم ما استعحم ٤٢٨، ٨٧٨ ومعجم البلدان ٧: ٥٧، ٥٨ وسمط اللآلي ٣٤٨ والأغاني، طبعة الساسي ٢٠: ١٤٩، ١٥٠ ومختار الأغاني، ١٢: ٣٢٣.
(٢) المطرب من أشعار أهل المغرب ١٣٢ والمغرب في

<<  <  ج: ص:  >  >>