للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أؤمنك على نفسك وولدك) وتتابعت بينهما الرسل، فانتدب المنصور لقتاله ولي عهده عيسى بن موسى العباسي، فسار إليه عيسى بأربعة آلاف فارس، فقاتله محمد بثلاثمئة على أبواب المدينة.

وثبت لهم ثباتا عجيبا، فقتل منهم بيده في إحدى الوقائع سبعين فارسا. ثم تفرق عنه أكثر أنصاره، فقتله عيسى في المدينة، وبعث برأسه إلى المنصور. وكان شديد السمرة، ضخما، يشبهونه في قتاله بالحمزة. وهو أبو (الأَشْتَر العَلَوي) عبد الله، السابقة ترجمته (١) .

ابن السَّفَّاح

(٠٠٠ - ١٤٩ هـ = ٠٠٠ - ٧٦٦ م)

محمد بن عبد الله السفاح: أمير عباسي. ولد بأرض البلقاء، وكانت من أعمال دمشق.

وخرج مع أبيه إلى الكوفة. وولاه عمه (المنصور) البصرة. وتوفي ببغداد، شابا. له شعر رقيق.

ولقبه بعضهم ب أبي الدّبس، لكثرة ما كان يضع على لحيته من الطيب، حتى تكاد


(١) مقاتل الطالبيين ٢٣٢ وابن خلدون ٣: ١٩٠ وفيه أن الإمامين مالكا وأبا حنيفة كانا يريان إمامة النفس الزكية أصح من إمامة المنصور، وعرف المنصور ذلك عنهما فآذاهما: ضرب مالكا على الفتيا في طلاق المكره، وحبس أبا حنيفة على القضاء. وابن الأثير ٥: ٢٠١ والطبري ٩: ٢٠١ والاستقصا ١: ٦٦ والمرزباني ٤١٨ وفيه أبيات له. وشذرات الذهب ١: ٢١٣ وعرفه الصفدي في الوافي بالوفيات ٣: ٢٩٧ بالمهديّ العلويّ، وقال: تنسب إليه فرقة من الشيعة تسمى (المحمدية) وأتباعه لا يصدقون بموته، ويزعمون أنه في جبل (حاجر) من ناحية نجد، مقيم إلى أن يؤمر بالخروج. وقال: كان جابر بن يزيد الجعفي على هذا المذهب، وكان يقول برجعة الأموات إلى الدنيا قبل الآخرة. والمصابيح - خ. للحسني، وفيه: كان أيدا قويا إذا صعد المنبر تقعقع المنبر تحته: رفع صخرة إلى منكبه فحزروها ألف رطل، ولما بويع وجاءته البيعة من جهات كثيرة، قال في خطبة له بالمدينة: (أما إنه لم يبق مصر من الامصار يعبد الله فيه إلا وقد أخذت لي فيه البيعة، وما بقي أحد من شرق ولا غرب إلا وقد أتتني بيعته (ولما قتل دفن جسده في البقيع وأرسل رأسه إلى أبي جعفر المنصور. ودول الإسلام للذهبي ١: ٧٣ وجمهرة الأنساب ٤٠ وانظر الانيس المطرب القرطاس ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>