ملوك الطوائف بالأندلس. وليها يوم مات أبوه، بعهد منه، سنة ٤٩٦ هـ وكان ضعيف العقل، سكيرا، فيه كثير من السخف. استمر سنة واحدة وخلعه المرابطون (سنة ٤٩٧) فكان آخر من ولي من آل بيته وانقرضت دولتهم به (١) .
أَبُو زَكَرِيَّا الحَفْصي
(٥٩٨ - ٦٤٧ هـ = ١٢٠٢ - ١٢٤٩ م)
يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص الهنتاتي الحفصي، أبو زكريا: أول من استقل بالملك ووطد أركانه من ملوك الدولة الحفصية بتونس. وثار على أخيه عبد الله، واستمال إليه الجند، فتغلب على الملك سنة ٦٢٥ هـ وكانت الخطبة لبني عبد المؤمن (أصحاب مراكش) فقطعها، واستقل بدولته (سنة ٦٢٦) وخطب لنفسه. وفي أيامه استفحلت فتنة ابن غانية فقتله (سنة ٦٣١) ووجه نظره إلى توسيع ملكه، فاستولى على الجزائر وتلمسان وسجلماسة وسبتة وطنجة ومكناسة.
وخافه فريدريك الثاني، فهادنه عشر سنوات. وخدم العلم، فأنشأ عدة مدارس ومساجد، وجعل لها الأوقاف، وأنشأ دارا للكتب جمع فيها ٣٦٠٠٠ مجلد. وكان كاتبا شاعرا، كثير الإحسان للمستورين. وفيه قال " ابن الأبار " سينيته المشهورة، وأنشدها بين يديه، أولها:
" أدرك بخيلك خيل الله، أندلسا ... إن السبيل إلى منجاتها درسا "
ومنها:
"هذي رسائلها تدعوك من كثب ... وأنت أفضل مرجوّ لمن يئسا "
" تؤم يحيى بن عبد الواحد بن أبي ... حفص، مقبلة من تربه القدسا "
قال صاحب " خلاصة تاريخ تونس ": " وأبو زكرياء هذا هو الّذي ابتني جامع القصبة وصومعته الجميلة الشكل، ونقش