ابن سعود إليها. وتولى خالد الإشراف على إدارة الأعمال بها. إلى أن وصل ابن سعود.
ولذلك عدّه صاحب مرآة الحرمين - ص ٣٦٦ - (آخر من ولي إمارة مكة من الأشراف) قال: (وليها سنة ١٣٤٣هـ من قبل السلطان عبد العزيز ابن سعود أمير نجد، بعد أن سقطت في أيدي جنده وطرد منها الحسين بحاشيته) واشترك خالد في حصار جدة، بعد قيام دولة علي بن الحسين فيها، وقدوم ابن سعود من نجد. ثم أقام في مكة مع الملك ابن سعود، إلى أن قامت ثورة (الأدارسة) في بلاد عسير (سنة ١٣٥١ هـ فجهزه ابن سعود بقوة قصد بها مدينة (صبيا) فمرض في (أبها) وأبى إلّا مرافقة الجند، فمات قبيل دخول (صبيا) عن نحو سبعين عاما. وكان شديد الشكيمة، بدويا قحا.
[خالد بن الوليد]
(٢١ ٠٠٠ هـ = ٠٠٠ - ٦٤٢ م)
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشيّ: سيف الله الفاتح الكبير، الصحابيّ. كان من أشراف قريش في الجاهلية، يلي أعنة الخيل، وشهد مع مشركيهم حروب الإسلام إلى عمرة الحديبيّة، وأسلم قبل فتح مكة (هو وعمرو بن العاص) سنة ٧ هـ فسرّ به رسول الله صلّى الله عليه وسلم وولاه الخيل. ولما ولي أبو بكر وجّهه لقتال مسيلمة ومن ارتد من أعراب نجد.
ثم سيره إلى العراق سنة ١٢ هـ ففتح الحيرة وجانبا عظيما منه. وحوّله إلى الشام وجعله أمير من فيها من الأمراء. ولما ولي عمر عزله عن قيادة الجيوش بالشام وولى أبا عبيدة بن الجراح، فلم يثن ذلك من عزمه، واستمر يقاتل بين يدي أبي عبيدة إلى أن تم لهما الفتح (سنة ١٤ هـ فرحل إلى المدينة، فدعاه عمر ليوليه، فأبى. ومات بحمص (في سورية) وقيل بالمدينة. كان مظفرا خطيبا فصيحا. يشبه عمر بن الخطاب في خلقه وصفته. قال أبو بكر: عجزت