للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن دَوّاس

(٠٠٠ - ٤١١ هـ = ٠٠٠ - ١٠٢٠ م)

حسين (١) بن دواس الكُتَامى، سيف الدولة: مدبّر قتل الحاكم بأمر الله الفاطمي. كان من شيوخ كتامة (القبيلة المعروفة) ومن كبار القواد في ذلك العهد. خدم العزيز باللَّه (أبا الحاكم) واستمر على تقدّمه في أيام الحاكم، إلى أن تغير هذا عليه وعلى غيره ورآه يكثر من زيارة أخته (ست الملك) وتوعدها بالقتل إن زارها أحد. فانكمش ابن دواس منزويا عنها وعنه، إلا في المواكب.

فكان لا يلقاه إلا وهو على ظهر فرسه. واستدعاه الحاكم مرة إلى قصره، فامتنع، ورآه في موكب فسأله عن سبب تخلّفه، فقال: لأن تقتلني في داري أحب إليَّ من أن تقتلني في قصرك! ولما أزمعت (ست الملك) أن تقتل أخاها الحاكم، ذهبت متنكرة إلى دارابن دراس، وطلبت مساعدته على ذلك. ووعدته إذا نجحت المؤامرة أن يكون صاحب جيش الظاهر (ابن الحاكم) ومدبّره، وشيخ الدولة، والقائم بأمره. فاستحضر ابن دواس عبدين من ثقاته، فكمنا للحاكم في مكان (بالجبل) أرشدتهما إليه ست الملك، وقتلاه. وتوّج ابنه علي (الملقب بالظاهر) وكان لا يزال صبيا. وجاء ابن دواس يستنجزها وعدها، فبالغت في إكرامه، وجعلت في خدمته خواص عبيد الحاكم. ولما خرج أرسلت إلى العبيد من قال لهم: هذا قاتل سيدكم. فأهووا عليه بالسيوف فقطّعوه. وقيل: أمرت خادما لها فقتله (٢) .


(١) هكذا سماه مصححو كتاب النجوم الزاهرة، نقلا عن تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي الصفحة ٢٣٨ وسماه ابن العماد في شذرات الذهب (طليب بن دواس) وقال: إن ست الملك دست للحاكم من قتله وهو طليب ابن دواس المتهم بها.
(٢) النجوم الزاهرة ٤: ١٨٥ - ١٩٢ والكامل لابن الأثير ٩: ١٠٩ - ١١٠ وشذرات الذهب ٣: ١٩٣ ويرى المقريزي في الخطط ٢: ٢٨٩ أن الّذي قتل الحاكم شخص آخر (من بني حسين) ثار بالصعيد الأعلى سنة ٤١٥ وأقر بأنه قتل الحاكم بأمر الله، وأنه كان في جملة =

<<  <  ج: ص:  >  >>