(كامبرلي) في انجلترة سنة ١٩٣٢ وبلغ رتبة (فريق) في الجيش العراقي. ونيط به قمع بعض الثورات، فبرز اسمه. وقويت صلته بالملك الشاب غازي بن فيصل بن الحسين. وكان قد آل إلى هذا عرش العراق بعد وفاة أبيه (سنة ١٣٥٢ هـ ١٩٣٣ م) وشعر بأن رئيس وزارئه ياسين الهاشمي أكبر ساسة تلك البلاد وأقواهم ينظر إليه نظرته إلى (طفل) له، يحوطه برعايته ويكبح جماحه. وتسرّب إلى كبير قواد الجيش (بكر صدقي) ما في نفس الملك من تململ. وكانت لبكر صدقي أهداف ومطامح، فتلاقت الفكرتان. وخرج الجيش من بغداد للقام ب (مناورات) على حدود إيران، وعلى رأسه الجنرال (بكر صدقي) فلما كان صباح ١٣ شعبان ١٣٥٥ (٢٩ أكتوبر ١٩٣٦) والجيش بعيد عن بغداد نحو خمسين ميلا، حلقت في سماء بغداد بضع طائرات عراقية، وألقت نشرات بإمضاء (بكر صدقي العسكري قائد القوة الوطنية الإصلاحية) خلاصة ما فيها أن الجيش العراقي قد نفد صبره مما تعانيه البلاد، ويطلب من الملك إقالة الوزارة القائمة وتأليف وزارة أخرى برئاسة حكمت سليمان. وإلا فهو زاحف على بغداد. وخرج جعفر العسكري (انظر ترجمته) لإقناع بكر بالعدول عن حركته، فقتله بعض الثائرين. ولم يجد ياسين الهاشمي مندوحة عن الاستقالة، فاستقال، وتألفت وزارة (حكمت سليمان) في صباح اليوم التالي (١٤ شعبان) وأمرت ياسين وبعض أنصاره بمغادرة العراق، فمضى ياسين إلى سورية، وتوفي ببيروت.
وظل حكمت سليمان رئيسا للوزارة، وكل أمور الدولة في يد (بكر) وحل مجلس النواب وانتخب مجلس آخر، أكثر أعضائه من مؤيديه. ولم ينعم العراق بالهدوء في أيامه، ففي صفر ١٣٥٦ قامت حركة عصيان في (لواء الديوانية) وفي أوااخر ربيع الآخر ثارت قبائل (السماوة) وقمع الثورتين بشدة. وكره بعض الوزارء ممن كانوا مع حكمت سليمان، أن تكون