الإدريسي حركته في مدينة صبيا (أواخر ١٣٢٦ هـ، ونما أمره بعد اتفاقه مع الطليان. ثم أظهر الدعوة إلى الشرع وتكفير الترك والقام عليهم، ونادى القبائل فجاءه كثير من رؤسائها يبايعونه، وفي جملتهم أمير عسير (صاحب الترجمة) . وحاصر مدينة أبها، وابن عائض معه. على رأس بني مغيد، سنة ١٣٢٨ - ٢٩ هـ ثم تحول عنه ابن عائض الى الشريف حسين ابن علي حين قدم من مكة ودخل أبها، فجعله الشريف معاونا لمتصرف أبها ولما جلا الترك عن أبها بعد الحرب العامة الأولى انفرد ابن عائض بالحكم. وأسرع الى صبيا فاتفق مع الإدريسي على أن يكون تابعا له. وما لبث أن تحول عنه إلى الملك حسين بن علي، فقاتله الإدريسي ولم يفلح. ووصل من نجد وفد برئاسة عبد العزيز بن مساعد بن جلوي، فقاتله ابن عائض، وظفر ابن مساعد فدخل أبها، واستسلم ابن عائض فاصطحبه ابن مساعد معه إلى الرياض. وأكرمه عبد العزيز بن سعود وأذن له بالعودة الى بلاده، على أن يتولي امارتها من قبله. وبعد نحو عامين تمرد ابن عائض وطرد الأمير السعودي ومن معه، من أبها، سنة ١٣٤٠ فانتدب الملك عبد العزيز ابنه فيصلا (فتى الجزيرة يومئذ، المرحوم جلالة الملك فيما بعد) وأقبل هذا في جيش من (الإخوان) فضرب جيش ابن عائض في (خميس مشيط) واستمر زاحفا إلى أن دخل أبها، وفر ابن عائض، وعاد فيصل الى الرياض. وحدثت أمور استسلم ابن عائض في نهايتها للأمير عبد العزيز بن إبراهيم، منصوب الملك عبد العزيز في أبها. وأرسله هذا إلى الرياض فأقام مصون الكرامة إلى أن توفي بها (١) .
(١) تاريخ عسير، للنعمي ٢٢٧ - ٢٦٠ وفي ربوع عسير ٢٥١ - ٢٦٠.