صالحا زاهدا عالما. له أخبار مع الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي. أمر الملك العادل نوابه في الموصل أن لا يبرموا فيها أمرا حتى يعلموا به الملّاء. وهو الّذي أشار على العادل بعمارة الجامع الكبير في الموصل. وتولى الإنفاق عليه، فتم في ثلاث سنوات (سنة ٥٦٨) وبلغت نفقاته ٦٠ ألف دينار، وقيل أكثر. وهو المعروف اليوم بالجامع النوري. وحمل الملاء دفاتر حسابه إلى العادل، وهو جالس على دجلة، فلم ينظر فيها، وقال له: نحن عملنا هذا للَّه، دع الحساب إلى يوم الحساب! وألقى الدفاتر في دجلة. قال سبط ابن الجوزي: وإنما سمي " الملاء " لأنه كان يملأ تنانير الآجر ويأخذ الأجرة فيتقوت بها، ولا يملك من الدنيا شيئا. وصنف كتاب " وسيلة المتعبدين في سيرة سيد المرسلين - خ " بضعة أجزاء منه، في معهد المخطوطات (١) .
(١) مرآة الزمان ٨: ٣١٠ والنجوم الزاهرة ٦: ٦٧ والمنتظم ١٠: ٢٤٩ وبلدان الخلافة الشرقية ١١٧ وهدية العارفين ١: ٧٨٤ والبداية والنهاية ٢: ٢٨٢ ومنية الأدباء ١٢٢ والروضتين ١٣، Brock S ١: ٧٨٣والمخطوطات المصورة: تاريخ ٢ القسم الرابع ٤٧١.