للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والطب والموسيقى والنجوم، طموح للسيادة. مولده بأسوان (في صعيد مصر) وكان أسود اللون، غليظ الشفة قصيرا، مبسوط الأنف كخلقة الزنوج. قدم القاهرة بعد مقتل الظافر الفاطمي وجلوس الفائز، فتقدم عند أمراء مصر ووزرائها وأنفذه الحافظ إلى اليمن داعيا له سنة ٥٣٩ هـ فلما بلغها قلد قضاءها وأحكامها ولقب قاضي قضاة اليمن وداعي دعاة الزمن. وسمت نفسه إلى الخلافة فسعى إليها وأجابه قوم فسلموا عليه بها، وضربت باسمه نقود (١) فوجه إليه الملك الصالح

ابن رزيك من قبض عليه، وجئ به مكبلا إلى قوص. ثم ورد الأمر بإطلاقه فعاش آمنا وألف كتبه، حتى ولي العاضد الخلافة وحاول شيركوه اقتحام مصر، فمال الرشيد إلى (شيركوه) وكاتبه، فاتصل ذلك بشاور (وزير العاضد) فطلبه، فاختفى بالإسكندرية. واتفق التجاء السلطان صلاح الدين إلى الاسكندرية ومحاصرته فيها فخرج الرشيد راكبا متقلدا سيفا وقاتل بين يديه ولم يزل معه مدة مقامه في الاسكندرية إلى أن خرج منها، وشاور يشتد في طلبه حتى ظفر به، فأمر باشهاره على جمل وعلى رأسه طرطور ووراءه جلواز ينال منه، فطيف به على هذه الحال وصلب شنقا على الأثر ودفن في الإسكندرية ثم نقل إلى القرافة. من كتبه (جنان الجنان وروضة الأذهان) أربع مجلدات ذيل به على اليتيمة، و (أمنية الألمعي ومنية المدعي - ط) مقامة، و (المقامات) نحو خمسين ورقة على نسق مقامات الحريري، و (ديوان شعره) نحو مئة ورقة (٢) .


(١) كان نقش نقوده (قل هو الله أحد الله الصمد) على وجه، وعلى الوجه الآخر (الإمام الأمجد، أبو الحسين أحمد) .
(٢) وفيات الأعيان ١: ٥١ وخريدة القصر، قسم شعراء مصر ١: ٢٠٠ وفيه مقتله سنة ٥٦٢ هـ
والطالع السعيد ٤٧ وكتاب الروضتين ١: ١٤٧ وفيه: قتل سنة ٥٧٢ هـ وشذرات الذهب ٤: ١٩٧ في وفيات سنة ٥٦١ وابن شقدة - خ - وفيه وفاته سنة ٥٦٢ هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>