في نجارة السفن مدة قصيرة، وذهب إلى الخرطوم، فقرأ الفقه والتفسير، وتصوف.
وانقطع في جزيرة عبة (آبا؟) في النيل الأبيض، مدة خمسة عشر عاما للعبادة والدرس والتدريس. وكثر مريدوه، واشتهر بالصلاح. وسافر إلى (كردفان) فنشر فيها (رسالة) من تأليفه يدعو بها إلى (تطهير البلاد من مفاسد الحكام) وجاءه عبد الله بن محمد التعايشي (انظر ترجمته) فبايعه على القيام بدعوته. وقويت عصبيته بقبيلة (البقّارة) وقد تزوج منها. وهي عربية الأصل.
من جهينة. وتلقب سنة ١٢٩٨ هـ (١٨٨١ م) بالمهديّ المنتظر وكتب إلى فقهاء السودان يدعوهم لنصرته. وانبث اتباعه (ويعرفون بالدروايش) بين القبائل يحضون على الجهاد. وسمع به رؤوف باشا المصري (حاكم السودان العام) فاستدعاه إلى الخرطوم، فامتنع. فأرسل رؤوف قوة تأتيه به، فانقض عليها أتباعه في الطريق وفتكوا بها. وساقت الحكومة المصرية جيشا لقتاله بقيادة جيقلر باشا (Giegler) البافاري، فهاجمه نحو ٥٠ ألف سوداني وهزموه. واستولى المهدي على مدينة (الأبيّض) سنة ١٣٠٠ هـ وهاجمه جيش مصري ثالث بقيادة هيكس باشا