غرناطة) فناصره من بها. ونشبت معارك بينه وبين عمه (الزغل) وكان في غرناطة.
واستعان أبو عبد الله بالإسبان، وهو على صلحه معهم، فأمدوه. واضطر الزغل إلى الخروج من غرناطة لدفع غزاة الإسبان عن بعض البلاد القريبة منها، فلم يكد يبرحها حتى دخلها (أبو عبد الله) وبايعه أهلها سنة ٨٩٢ وانتهى أمر الزغل بعد حروبه مع الإسبان بأن صالحهم وخدمهم، ثم ركب البحر إلى (وهران) واستقر في تلمسان (قال المقري: وبها نسله إلى الآن - أواسط القرن الحادي عشر الهجريّ - يعرفون ببني سلطان الأندلس) وطلب الإسبان أن يقيموا لهم قوة في الحمراء (بغرناطة) فمنعهم أبو عبد الله من دخولها، فقلبوا له ظهر المجن وقاتلوه، وانتقض صلحه معهم، فقاتلهم (سنة ٨٩٥) فكانت الحروب سجالا بينه وبينهم مدة سنتين، وحوصرت غرناطة فجاع أهلها وقد أنهكتهم الغارات وأضعفت نفوسهم، فاجتمع زعماؤهم عند السلطان (أبي عبد الله) وأشاروا بالصلح مع العدو، وتمكينه من الحمراء، فعقد الصلح، مؤلفا من ٦٧ مادة (ذُكر معظمها في الجزء الثاني من نفح الطيب، الصفحة ١٢٦٨) واحتل العدو (الحمراء) فحصنها، وتسلط على غرناطة كلها، ولم يلبث أن أوعز إلى أبي عبد الله بالرحيل من غرناطة وسكنى قرية (اندرش) من قرى (البُشرات) Albujarras فانتقل إليها بأهله وخدمه وأمواله (سنة ٨٩٧) وأظهر الملك فرديناند أن أبا عبد الله طلب الجواز إلى بر العدوة، فكتب إلى صاحب المريّة: ساعة وصول كت أبي هذا تشيع أبا عبد الله إلى حيث أراد. فركب البحر من عذرة (Adra) ونزل بمليلة، واستوطن مدينة فاس. قال صاحب لقط الفرائد، في أخبار سنة ٨٩٧: استولى العدو على غرناطة ودخلها في ثاني ربيع الأول، وخرج سلطانها أبو عبد الله فاستوطن مدينة فاس (وصادف غلاء ووباء وشدّة