للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو من سكانها، بدمشق، إذ رأوه يدخل مسجدها فجأة ويحتل غرفة فيه وينقطع إلى العلم.

وأمضى في اعتكافه أعواما تفقه فيها وبرع في علوم العربية والقراآت وخرج إنسانا آخر.

وأنشأ (المدرسة الكاملية) وهي من أوائل العوامل في بعث الروح القومية العربية بدمشق، تطوع للتدريس بها عَبْد الوَهَّاب الإنكِلِيزي (لقبا) وعارف الشهابي، وعبد الرحمن شهبندر، وأسعد الحكيم، وآخرون كنتُ (المؤلف) واحدا منهم. ولما نشبت الحرب العامة الأولى (١٩١٤) كان صاحب الترجمة من أعضاء الجمعية (العربية الفتاة) السرية، فانتدب للسفر إلى مصر، ومقابلة القائلين فيها بتحرير البلاد العربية من سلطان الترك، والاتفاق معهم على خطط العمل.

فدخلها مُظهراً أنه يريد شراء كتب لمدرسته وعاد فاعتقله الترك (العثمانيون) فحدثهم عن كتب المدرسة، فأفرجوا عنه. وظل يعمل في الخفاء إلى أن قامت (الثورة) في الحجاز، فتوجه متخفيا إلى مكة. ورجع بعد الحرب إلى دمشق، فكان أبرز العاملين في (لجنتها) الوطنية.

واحتل الفرنسيون (سورية) فغادرها، فافتتحوا قائمة (أحكام الإعدام) باسمه.

وولاه الملك عبد العزيز آل سعود إدارة (المعارف) في الحجاز، فأقام قليلا، واستعفى.

ثم استقر في حيفا (بفلسطين) وأنشأ (مدرسة) وألف بالاشتراك مع الشهيد محمد عز الدين القسام، كتاب (النقد والبيان - ط) في البدع المنهيّ عنها والرد على أحد القائلين بها. ومحيت أحكام الإعدام في دمشق، فعاد إليها، وفترت عزيمته في أعوامه الأخيرة، فعُين رئيساً للجنة (العلماء) مدة، واستقال. وانزوى في بيته إلى أن توفي (١) .


(١) مذكرات المؤلف. ومنتخبات التواريخ لدمشق ٩١٣ وما رأيت وما سمعت ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>