رابع سلاطين الدولة السعدية (١) في المغرب الأقصى. ولد بفاس واستخلفه أخوه عبد الملك (المعتصم باللَّه) عليها، وولاه قيادة جيوشه، ثم انتهت إليه الإمرة بعد وفاة المعتصم سنة ٩٨٦هـ فساس الرعية بحكمة وحسن إدارة. وكان شجاعا عاقلا، داهية في سياسة الملك، محبا للغزو والفتح.
وانتقل من فاس إلى مراكش سنة ٩٨٩ هـ، ووجه جيشا إلى الصحراء فاستولى على أصقاعها (تيكورارين
(١) الدولة السعدية: إحدى الدول الكثيرة التي قامت في حاضرة مراكش، وكان الملك قبلها للوطاسيين، سنة ٨٧٦ - ٩٦١ هـ فلما ضعفوا خاف أهل السوس الأقصى أن يتغلب عليهم من لا يطاق دفعه، فانطلقوا إلى قبيلة فيهم حسنية النسب قدم جدها من المشرق سنة ٦٦٤ هـ واشتهر من رجالها أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن علي بن مخلوف، وكان سديد الرأي عالي الهمة فبايعه أهل السوس سنة ٩١٥هـ ولقبوه (القائم بأمر الله) وعرفت دولته بدولة (الاشراف السعديين) إشارة إلى شرف نسبهم وتفاؤلا بسعد الناس في أيامهم. وامتدت سلطتهم إلى سنة ١٠٦٩هـ فكانت مدتهم ١٥٤ سنة. وصاحب الترجمة (المنصور) خير رجالهم.