للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهدى. أما بعد فإن الأرض للَّه يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين) وذلك في أواخر سنة ١٠ هـ كما في سيرة ابن هشام (٣: ٧٤) وأكثر مسيلمة من وضع أسجاع يضاهي بها القرآن.

وتوفي النبي صلّى الله عليه وسلم قبل القضاء على فتنته، فلما انتظم الامر ل أبي بكر، انتدب له أعظم قواده (خالد بن الوليد) على رأس جيش قوي، هاجم ديار بني حنيفة وصمد هؤلاء، فكانت عدة من استشهد من المسلمين على قلتهم في ذلك الحين ألفا ومئتي رجل، منهم أربعمائة وخمسون صحابيا، (كما في الشذرات) وانتهت المعركة بظفر خالد ومقتل مسيلمة (سنة ١٢) ولا تزال إلى اليوم آثار قبور الشهداء، من الصحابة، ظاهرة في قرية (الجبيلة) حيث كانت الواقعة، وقد أكل السيل من أطرافها حتى إن الجالس في أسفل الوادي يرى على ارتفاع خمسة عشر مترا، تقريبا، داخل القبور ولحدها، ولا يزال في نجد وغيرها من ينتسب إلى بني حنيفة الذين تفرقوا في أنحاء الجزيرة. وكان مسيلمة ضئيل الجسم، قالوا في وصفه: (كان رويجلا، أصَيْغر، أَخَيْنِس!) كما في كتاب البدء والتاريخ. وقيل: اسمه (هارون) ومسيلمة لقبه (كما في تاريخ الخميس) ويقال: كان اسمه (مسلمة) وصغَّره المسلمون تحقيرا له، قال عمارة بن عقيل: (أكان مَسلمة الكذاب قال لكم لن تدركوا المجد حتى تغضبوا مضرا) ولهشام الكلبي النسابة (كتاب مسيلمة) (١) .


(١) ابن هشام ٣: ٧٤ والروض الأنف ٢: ٣٤٠ والكامل لابن الأثير ٢: ١٣٧ - ١٤٠ وفتوح البلدان للبلاذري ٩٤ - ١٠٠ وشذرات الذهب ١: ٢٣ وتاريخ الخميس ٢: ١٥٧ والذريعة ١: ٣٥٠ والشريشي ٢: ٢٢٢ ومجموعة الوثائق السياسية ١٧٨ و ١٧٩ والبدء والتاريخ ١: ١٦٢ وجريدة أم القرى ٧ جمادى الثانية ١٣٤٣ وتاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمن ١: ١٠٠ ونسب قريش ٣٢١ وابن العبري ١٦٢، ١٦٩ ورغبة الآمل ٦: ١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>