فشهدوا معه الجمل وصفين، ثم خالفوه في (التحكيم) وانصرفوا إلى جهة فارس، فبعث علي إليهم معقل بن قيس الرياحي، فقاتلوه في (الأهواز) وخضعوا، إلا جماعة منهم، بينهم الخريت، أبادهم معقل قتلا وسبيا واسترقاقا. واشترى مصقلة بن هبيرة الشيبانيّ من عليّ، بعد الوقعة، من استرق منهم. وكانت في البصرة (محلة) لبني ناجية، تنسب إليهم. ومن مشاهيرهم فيها (حبيب ابن شهاب) قال الزبيري: كان له قدر، وأقطعه عبد الله بن عامر نهرا بالبصرة. ومنهم بكر بن قيس الناجي البصري (من رجال الحديث، توفي سنة ١٠٨ هـ قلت: والنسابون مختلفون في (ناجية) هل هي كما ذكرت هنا، اعتمادا على ما نقل عن النسابة (الكلبي) وعلى ما جاء في
(نسب قريش) للزبيري، وجمهرة الأنساب لابن حزم، وما أورده ياقوت الحموي في أحد كتبه؟ أم (ناجية) رجل، هو ابن سامة بن لؤيّ القرشي، كما في اللباب لابن الأثير؟ أو هو، كما يقول الجرميون (وذكره البكري في معجم ما استعجم) : (ناجية بن جرم بن ربان، تزوج هند بنت سامة بن لؤيّ) ؟ وليس هذا الخلاف بجديد، وقد قال شاعر من قريش:
(وسامة منا، فأما بنو ... هـ، فأمرهم عندنا مظلم)
ومن القائلين بأن (ناجية) امرأة، من يجعل نسبها: ناجية بنت الخزرج بن جدة بن جرم) (١) .