أكبر ممثل " ساخر " عرفه المسرح العربيّ. موصلي الأصل كلداني الدم، عربي المنبت واللسان، نقادة للمجتمع على طريقة موليير (Moliere) غير مقلد له. كان أبوه تاجر خيل استوطن القاهرة. وولد بها نجيب في حي " باب الشعرية " وتعلم في مدارس " الفرير " الفرنسية.
وأحب التمثيل، فعمل في بعض " الفرق " ثم استقل بمسرح وحده. واشتهر باسم " كِشْكِشْ بيه " وأقبلت عليه الجماهير، يسخر من عاداتها وتزيده إقبالا، ويعرض نقائصها وتستزيده استرسالا، تضحك له وهو يجدّ، وتنفجر قهقهة وهو عابس عابث. لم يكتب " رواياته " وإنما كانت تكتب له ويتصرف بها، وقد يزيد فيها أو ينقص وهو يمثلها. وكان يكثر من قراءة " المسرحيات " الغربية ويسترشد بها في أوضاع تلائم روح الجمهور الّذي يصور أخلاقه وطبقاته ونزعاته، برجاله ونسائه، على مسرح تمثيله. وقام برحلات إلى بلاد الشام وأميركا وتونس والجزائر ومراكش وفرنسة. ومثل فيها بعض مسرحياته. قال أحد واصفيه: " ضحك الناس ملء نفوسهم حين شهدوه، لأنهم رأوا