للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كنيته أبو عمير. وهو القائل:

" عسى الكرب الّذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب "

وفي الأغاني: كان هدبة راوية الحطيئة، والحطيئة راوية كعب بن زهير وأبيه، وكان جميل راوية هدبة، وكثير راوية جميل. وقال حازم القرطاجني (في المناهج) بعد أن ذكر أن " كثيرا " أخذ علم الشعر عن جميل: " وأخذه جميل عن هدبة بن خشرم، وأخذه هدبة عن بشر بن أبي خازم ".

وأكثر ما بقي من شعره، ما قاله في أواخر حياته بعد أن قتل رجلا من بني رقاش، من سعد هذيم، اسمه " زيادة بن زيد " في خبر طويل، خلاصته: أن زيادة كان شاعرا أيضا، وتهاجيا، ثم تقاتلا، فقتله هدبة، وابتعد عن منازل قومه، مخافة أن يقبض عليه والي المدينة (سعيد ابن العاص) وأرسل سعيد إلى أهل هدبة فحبسهم بالمدينة. وبلغ هدبة ذلك، فأقبل مستسلما، وأنقذ أهله. وبقي محبوسا ثلاث سنوات، ثم حكم بتسليمه إلى أهل المقتول، ليقتصوا منه، فأخرج من السجن، وهو موثق بالحديد، ودفع إليهم، فقتلوه أمام والي المدينة وجمهور من أهلها. وأظهر صبرا عجيبا حين قتل، وارتحل في السجن وبين يدي قاتليه شعرا كثيرا. قال مروان بن أبي حفصة: كان هدبة أشعر الناس منذ دخل السجن إلى أن أقيد منه (١) .


(١) الأغاني، طبعة الساسي ٧: ٧٣ و ٢١: ١٦٩ وطبعة بريل ٢١: ٢٦٤ - ٢٧٦ وحماسة ابن الشجري ٦٠ - ٦١ والمرزباني ٤٨٣ والزهرة: انظر فهرسته. والتبريزي ٢: ١٢ والشعر والشعراء ٢٤٩ وخزانة البغدادي ٤: ٨٤ - ٨٧ والمحبر ٣٩٠، ٣٩٧ ومعجم ما استعجم ٧٥٥ والتاج ١: ٥١٣ ورغبة الآمل ٢: ٢٤٢، ٢٤٣ و ٣: ١٨٨ و ٨: ٢٣٩ وسمط اللآلي ٢٤٩، ٦٣٩ والعيني ٢: ١٨٤ وعرفه بالعذري، ومثله الجاحظ في الحيوان ٧: ١٥٥ - ١٥٧ وبنو عذرة من أبناء عمومته يلتقي نسبه بهم في " سعد هذيم " كما في جمهرة الأنساب ٤١٩ وانظر بعض أخباره في أسماء المغتالين، من نوادر المخطوطات ٢: ٢٥٦ - ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>