للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خرزات تنظم فتجعل على رأسه تشبها بالملوك ". ونقل عن أبي عمرو ابن العلاء أنه " لم يتوج أحد - في الجاهلية - من بني معدّ، وإنما كانت التيجان لليمن " وسئل عن هوذة، فقال: " إنما كانت خرزات تنظم له ولأحد الشعراء في مدح عبد الله بن طاهر:

" فأنت أولى بتاج الملك تلبسه ... من هوذة بن علي وابن ذي يزن "

وكانت بين " هوذة " وبني تميم " غارات، أسروه في إحداها وقال شاعرهم:

" ومنا رئيس القوم ليلة أدلجوا ... بهوذة، مقرون اليدين إلى النحر "

" وردنا به نخل اليمامة، عانيا ... عليه وثاق القد والحلق السمر "

ففدى نفسه بثلاثمئة بعير. ومرت بأرض تميم قافلة (وقد يسمونها اللطيمة) كانت تحمل أموالا وطرفا مرسلة إلى كسرى من عامله باليمن، فأغار عليها بنو تميم ونهبوها، ولجأ رجالها إلى اليمامة، فأكرمهم " هوذة " وكساهم وسار معهم إلى كسرى. وبعث كسرى إلى عامله في " البحرين " واسمه أزادفيروز (والعرب تسميه المكعبر، لأنه كان يقطع الأيدي والأرجل) فأمره بمعاقبة تميم، وجاء هوذة مع رسول كسرى إلى المكعبر، فاحتال المكعبر على بني تميم حتى قتل جماعة منهم في " المشقر " وأسر آخرين، وسعى هوذة لفكاك الأسرى فقبلت شفاعته في مئة منهم فأطلقوا. ولما ظهر الإسلام كتب إليه النبي (صلّى الله عليه وسلم) : " أسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك " فأجاب مشترطا أن يكون له مع النبي (صلّى الله عليه وسلم) بعض الأمر،

فلم يجبه وقال: بادَ، وبادَ ما في يديه! ولم يعش بعد ذلك غير قليل (١) .


(١) عيون الأثر ٢: ٢٦٩ وديوان الأعشى، طبعة يانة ٧٢، ٨٥، ٨٦ والروض الأنف ٢: ٢٥٣ ومجموعة الوثائق السياسية ٦٥ وجمهرة الأنساب ٢٩٢ والتاج ٢: ٥٨٥ ومعجم ما استعجم ٤٠٧، ١٠٥٩، ١٠٦٣ وشرح أدب الكاتب، للجواليقي ٢٨٢ وصفة جزيرة العرب ١٣٩ وفيه: ".
وديار هوذة بن علي السحيمي الحنفي، وهي أول اليمامة من قصد =

<<  <  ج: ص:  >  >>