البريطاني في " لد " بفلسطين، واختفى أثره. وهاجت دمشق تطالب بإعادته، فأطلق بعد خمسة أشهر و ٢٣ يوما، فأقام في القاهرة أياما وعاد إلى دمشق (في ١٦ مايو ١٩٢٠) واستمر إلى أن دخلها الفرنسيس، وغادرها فيصل. وتألفت الدولة العراقية (في أغسطس ١٩٢١) واستقرت، فأذن له الإنكليز بدخول العراق، فدخلها (سنة ١٩٢٢) فتولى بعض الوزرات فيها، وألف حزب الشعب (وهو أول حزب سياسي في العراق) وانتخب " عضوا " في المجلس التأسيسي، عن بغداد، وتقلد رئاسة الوزارة مرتين، وُضع في أولاهما قانون الانتخاب وجُمع أول مجلس للأمة، وفي الثانية نُفذ قانون التجنيد الإجباري وزود الجيش بثلاثة أسراب من الطيارات وأنشئ معمل لصنع العتاد وبوشر بإنشاء معامل لصنع البنادق والرشاشات وعتاد المدافع، ووضعت " اتفاقية الحلف العربيّ " مع المملكة العربية السعودية واليمن، وأحكمت الصلات بين العراق ومصر. وعاش يحرّك سياسة العراق كيف شاء، إلى أن قامت ثورة " بكر صدقي " في عهد وزارته الثانية (سنة ١٩٣٦) فرحل إلى بيروت، فتوفي بها ودفن في دمشق.