للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" ابن غانية " فقابله بجيش ضخم، فشتت شمله سنة ٥٨٣ وجهز (سنة ٥٨٥) جيشا من الموحدين، ففتح أربع مدن من بلاد الفرنج كانوا قد أخذوها من المسلمين قبل ذلك بأربعين سنة. وخافه ألفونس (صاحب طليطلة) وسأله الصلح، فهادنه خمس سنين. ولما انقضت الهدنة كان الفرنج قد جمعوا خلقا كثيرا من أقاصي بلادهم وأدانيها، فقابلهم المنصور وكسرهم، بعد معارك شديدة، سنة ٥٩٢ وعقد معهم صلحا آخر إلى مدة خمس سنين. وعاد إلى مراكش سنة ٥٩٤ والأرجح أنه توفي بها ثم نقل إلى تينملل. كما في البيان المغرب ٤: ١٨٠، ١٩١ وكان شديدا في دينه، أمر برفض فروع الفقه، ونهى الفقهاء عن الإفتاء إلا بالكتاب والسنة، وأباح الاجتهاد لمن اجتمعت فيه شروطه، وأبطل التقليد. وإليه تنسب الدنانير " اليعقوبية " المغربية. من آثاره الباقية بمراكش إلى الآن " باب آكنا " وهو ضخم عظيم، والجامع الأعظم المنسوب إليه. وهو أول من كتب العلامة بيده من ملوك الموحدين " الحمد للَّه وحده " فجرى عملهم على ذلك. وبنى كثيرا من المدارس والمساجد في بلاد إفريقية والمغرب والأندلس. وبنى مستشفيات للمرضى والمجانين أجرى عليها الأرزاق. وجعل للفقهاء وطلبة العلم مرتبات. وبنى صوامع وقناطر كثيرة. وحفر آبارا للماء.

وهو الّذي أمر ببناء " رباط الفتح "

وكان من أطبائه أبو بكر بن الطفيل. وللسيد محمد الرشيد ملين كتاب " عصر المنصور الموحدي، أو الحياة السياسية والفكرية والدينية في المغرب من سنة ٥٨٠ إلى ٥٩٥ - ط " (١) .


(١) الاستقصا ١: ١٦٤ - ١٨٤ ووفيات الأعيان ٢: ٣٢٥ ونفح الطيب ٢: ٧٣٨، ١١٨٨ وابن خلدون ٦: ٢٤١ وتاريخ طرابلس الغرب ٨٨ وأعمال الأعلام، القسم الثاني في أخبار الجزيرة الأندلسية ٣٠٩ ومرآة الجنان ٣: ٤٧٩ وجذوة الاقتباس ٣٤٨ وابن الأثير ١٢: ٥٧ والحلل الموشية ١٢١ ومرآة الزمان ٨: ٣٧٤، ٤٤٦، ٤٤٩، ٤٦٤ - ٤٦٨ والأنيس المطرب القرطاس ١٥٣ وفي خبر وفاته ومكانها.

<<  <  ج: ص:  >  >>