للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال رضي الله عنه أيضا:

أبلغ قريشا وخير القول أصدقه ... والصّدق عند ذوي الألباب مقبول

أن قد قتلنا بقتلانا سراتكم ... أهل اللّواء ففيما يكثر القيل؟!

ويوم بدر لقيناكم لنا مدد ... فيه مع النّصر ميكال وجبريل

إن تقتلونا فدين الحقّ فطرتنا ... والقتل في الحقّ عند الله تفضيل

وإن تروا أمرنا في رأيكم سفها ... فرأي من خالف الإسلام تضليل

فلا تمنّوا لقاح الحرب واقتعدوا ... إنّ أخا الحرب أصدى اللّون مشغول

إنّ لكم عندنا ضربا يراح بكم ... عرج الضّباع له خذم رعابيل

إنّا بنو الحرب نمريها وننتجها ... وعندنا لذوي الأضغان تنكيل

إن ينج ابن حرب بعد ما بلغت ... منه التّراقي وأمر الله مفعول

فقد أفادت له حلما وموعظة ... لمن يكون له لبّ ومعقول

ولو هبطتم ببطن السّيل كافحكم ... ضرب بشاكلة البطحاء ترعيل

تلقاكم عصب حول النّبيّ لهم ... ممّا يعدّون للهيجا سرابيل

من جذم غسّان مسترخ حمائلهم ... لا جبناء ولا ميل معازيل

يمشون نحو عمايات القتال كما ... تمشي المصاعبة الأذم المراسيل

أو مثل مشي أسود الطّلّ ألثقها ... يوم رذاذ من الجوزاء مشمول

في كلّ سابغة كالنّهي محكمة ... قيامها فلج كالسّيف بهلول

تردّ حدّ قران النّبل خاسئة ... ويرجع السّيف منها وهو مفلول

ولو قذفتم بسلع عن ظهوركم ... وللحياة ودفع الموت تأجيل

ما زال في القوم وتر منكم أبدا ... تعفو السّلام عليه وهو مطلول

عبد وحرّ كريم موبق قنصا ... شطر المدينة مأسور ومقتول

كنّا نؤمّل أخراكم فأعجلكم ... منّا فوارس لا عزل ولا ميل

إذا جنى فيهم الجاني فقد علموا ... حقّا بأنّ الّذي قد جرّ محمول

ما يجن لا يجن من إثم مجاهرة ... ولا ملوم ولا في الغرم مخذول

وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه يجيب ابن الزّبعرى:

ذهبت بابن الزّبعرى وقعة ... كان منّا الفضل فيها لو عدل

ولقد نلتم ونلنا منكم ... وكذاك الحرب أحيانا دول

نضع الأسياف في أكتافكم ... حيث نهوى عللا بعد نهل

نخرج الأصبح من أستاهكم ... كسلاح النّيب يأكلن العصل