فقال: يا رسول الله، وإنّ ذلك لكذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إي والذي نفسي بيده، إلّا من رحم الله» ، قال: والذي بعثك بالحق، لا أعمل على شيء أبدا.
وروى أبو داود عن بشر بن الخصاصية- رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: يا رسول الله، إن أهل الصدقة يعتدون علينا، أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا؟ فقال: لا.
وروى الإمام أحمد عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: أتى رجل من بني تميم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل ومال وحاضرة فأخبرني كيف أصنع وكيف أنفق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهّرك وتصل أقرباءك، وتعرف حقّ المسكين، والجار والسائل» ، فقال: يا رسول الله، أقلل لي، فقال: آت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السبيل، ولا تبذر تبذيرا، فقال: يا رسول الله، إذا أديت الزكاة إلى رسولك، فقد برئت منها إلى الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«نعم، إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها، ولك أجرها وإثمها على من بدّلها» .
وروى الإمام أحمد عن يزيد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي- رحمه الله تعالى- قال: قلت للحسن بن علي- رضي الله تعالى عنهما- ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أذكر أني أخذت ثمرة من ثمر الصّدقة، فألقيتها في فمي فانتزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعبها من فمي فألقاها في التمر، فقال رجل ما عليك لو أكل هذه الثمرة؟ فقال: إنّا لا نأكل الصّدقة ...
الحديث.
وروى الإمام أحمد عن أبي رافع- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً من بني مخزوم على الصّدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ليس فيما دون خمسة أوساق صدقة، ولا فيما دون خمس ذود صدقة، ولا فيما دون خمس صدقة» .
وروى النسائي عن عبد الله بن زيد- رضي الله تعالى عنه- أنه تصدق بحائط له على أبويه ثم توفّيا، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده إليه ميراثا.
وروي عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: إنّي أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالا قطّ أنفس عندي منه، فما تأمرني به؟ قال: إن شئت حبست أصلها، وتصدّقت بها فتصدّق بها عمر، أنّه لا يباع أصلها، ولا يوهب ولا يورث، وتصدّق بها في الفقراء، وفي القربي، وفي الرّقاب، وفي سبيل الله وابن السّبيل والضيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، ويطعم غير متموّل، قال ابن سيرين: غير متأثّل مالا.
وروى البخاري عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أيّ الصدقة أفضل؟ قال: أن تتصدّق، وأنت صحيح حريص، تأمل الغنى،