عنه- قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة الشريفة، فسألته عن المعروف وعليه إزار من قطن منتثر الحاشية فقلت: عليك السلام يا رسول الله، فقال: إنّ «عليك السلام» تحية الموتى، إنّ «عليك السلام» تحية الموتى، إنّ «عليك السلام» تحية الموتى، سلام عليكم، سلام عليكم مرتين أو ثلاثا، هكذا قال: سألت عن الإزار، فقلت: أين أتّزر، فأقنع ظهره بعظم ساقه، وقال: ههنا اتزر، فإن أبيت فههنا أسفل من ذلك، فإن أبيت فإن الله- عز وجلّ- لا يحب كل مختال فخور قال: وسألته عن المعروف، فقال لا تخفرنّ من المعروف شيئا لو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النّعل ولو انتزع، ولو أن تنزع من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذهم ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلّم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض، وإن سبّك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه، فلا تسبّه فيكون أجره لك ووزره عليه، وما سرّ أذنك أن تسمعه فاعمل به وما تساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه.
وروى الشيخان عن عمر- رضي الله تعالى عنه- قال: حملت على فرس في سبيل الله تعالى فرأيته يباع، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أشتريه؟ قال: لا تشتره ولا تعد في صدقتك، وفي لفظ:
فأضاعه الذي كان عنده، فأردتّ أن أشتريه فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تشتره إن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه.
وروى البخاري عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت قلت: يا رسول الله، هل لي أجر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم، ولست بتاركتهم هكذا؟ وإنما هم بنيّ، فقال: نعم، لك أجر ما أنفقت عليهم.
وروى الإمام الشافعي عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني تصدّقت على أمّي بعبد وإنّها ماتت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت صدقتك، وهو لك بميراثك.
وروى مسلم عنه قال: بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتت امرأة فقالت: إني تصدقت على أمي بجارية، وإنّها ماتت، قال: وجب أجرك وردّها عليك الميراث.
وروى البخاري عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنه- أن سعد بن عبادة قال: يا رسول الله إنّ أمي ماتت، وعليها نذر؟ فقال: اقضه عنها، وفي لفظ توفّيت أمّه، وهو غائب عنها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت، وأنا غائب عنها فهل ينفعها شيء، إن تصدقت عنها؟ قال: نعم، قال: فإني أشهدك أنّ حائطي المجراف صدقة عليها.
وروى ابن خزيمة عن عقبة بن عامر- رضي الله تعالى عنه- قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة،