وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلعت الشّمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي ناس من أمتي يوم القيامة نورهم كضوء الشّمس، قلنا:
من أولئك يا رسول الله؟ فقال: فقراء المهاجرين الذين تتّقى بهم المكاره يموت أحدهم، وحاجته في صدره يحشرون من أقطار الأرض.
وروى الترمذي عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع مصعب بن عمير ما عليه إلّا بردة له مرقوعة بفرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة، والذي هو اليوم فيه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلّة، وراح في حلّة، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منّا اليوم نتفرغ للعبادة، ونكفى المؤنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأنتم اليوم خير منكم يومئذ.
وروى الترمذي وابن النجار عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قلنا: يا رسول الله، مالنا إذا كنّا عندك رقّت قلوبنا، وزهدنا في الدنيا، ورغبنا في الآخرة، فقال: لو تكونون على الحال التي تكونون عندي لزارتكم الملائكة، ولصافحتكم في الطّرقات، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون حتى تبلغ خطاياهم عنان السّماء، فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم على ما كان منهم ولا يبالي.
وروى الترمذي واستغربه عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال: ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبادة واجتهاد وذكر آخر بورعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعدل بالرّعة.
وروي عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله، فقال: إنما أخاف عليكم بعدي، ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل: أو يأتي الخير بالشّرّ فسكت، فقيل له: ما شأنك تكلم النبي صلى الله عليه وسلم ولا يكلّمك، ورأينا أنّه ينزل عليه، فأفاق يمسح عن الرّحضاء، فقال: أين السّائل، وكأنّه حمده، فقال: إنه لا يأتي الخير بالشّرّ، وإنّ ممّا ينبت الربيع ما يقتل أو يسلم الأكلة الخضر فإنها أكلت حتى امتلأت خاصرتها، ثم استقبلت عين الشمس فبالت وتلطّت وارتعت، وإنّ هذا المال خضر حلو، ونعم مال المسلم هو لمن أعطي منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كالذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنّه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون عليه شهيدا يوم القيامة.
وروى الترمذي واستغربه عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكّل.