عن ابن مسعود والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: استحيوا من الله حقّ الحياء قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي، والحمد لله، قال: ليس من استحيا من الله حق الحياء ذلك ولكن الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، ومن فعل ذلك فقد استحيا من الله حقّ الحياء.
وروى الطبراني وأبو نعيم في الحلية عن الحكم بن عمير- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: استحيوا من الله حقّ الحياء، احفظوا الرّأس وما حوى، والبطن وما وعى، واذكروا الموت والبلى فمن فعل ذلك، ثوابه جنّة المأوى.
وروى الطحاوي والدارقطني عن جابر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: استحيوا، فإنّ الله لا يستحي من الحق.
وروى الإمام أحمد عن أسامة بن شريك- رضي الله تعالى عنه- قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده، وعليهم السّكينة كأنّما على رؤوسهم الطّير، فسلّمت ثمّ قعدت فجاءت الأعراب من هاهنا، ومن هاهنا يسألونه، فقالوا: يا رسول الله، ما خير ما أعطي النّاس؟ قال: حسن الخلق.
وروى الإمام أحمد عن معاذ بن جبل- رضي الله تعالى عنه- قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل، وهو يقول: اللهم، إنّي أسألك الصّبر، قال: سألت البلاء فسل الله تعالى العافية ومرّ برجل، وهو يقول: يا ذا الجلال والإكرام، قال: قد استجيب لك فسل.
وروى الإمام أحمد عن محمود بن لبيد- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر، قالوا: وما الشّرك الأصغر يا رسول الله؟ قال:
الرّياء، يقول الله- عز وجل- لهم يوم القيامة إذا جزي النّاس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟.
وروى الإمام أحمد والطبراني عن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا ذات يوم، فقال: أيّها الناس، اتّقوا هذا الشّرك، فإنه أخفى من دبيب النمل قالوا: وكيف نتّقيه، يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم، إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه.
وروي عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فجلست فقال: يا أبا ذر، هل صليت، فقلت: لا، قال: قم، فصلّ قال: فقمت،