ليبكيك شيخ أبو ولدة ... يطوف بعقوته أشهب
ويبكيك ركب إذا أرملوا، ... فلم يلف ما طلب الطّلّب
وتبكي الأباطح من فقده، ... وتبكيه مكّة والأخشب
وتبكي وعيرة من فقده ... بحزن ويسعدها الميثب!
فعيني ما لك لا تدمعين؟ ... وحقّ لدمعك يستكب!
وقالت صفية بنت عبد المطلب- رضي الله تعالى عنها-:
ما لعينيّ لا تجودان ريّا ... إذ فقدنا خير البريّة حيّا
يوم نادى إلى الصّلاة بلال ... فبكينا عند النّداء مليّا
لم أجد قبلها، ولست بلاق ... بعدها غصّة أمرّ عليّا
جلّ يوم أصبحت فيه عليلا ... لا يردّ الجواب منك إليّا
ليت يومي يكون قبلك يوما ... أنضج القلب للحرارة كيّا
خلقا عاليا، ودينا كريما ... وصراطا يهدى إليه سويّا
وسراجا يجلو الظّلام منيرا ... ونبيّا مسدّدا عربيّا
حازما، عازما، حليما، كريما ... عائدا بالنّوال، برّا تقيّا
إنّ يوما أتى عليك ليوم ... كوّرت شمسه وكانت جليّا
فعليك السّلام منّا ومن ... ربّك بالرّوح بكرة وعشيّا
وقالت هند بنت أثاثة بن عباد بن عبد المطلب- رضي الله تعالى عنها-:
[أشاب ذؤابتي وأذلّ ركني ... بكاؤك، فاطم، الميت الفقيدا
فأعطيت العطاء فلم تكدّر، ... وأخدمت الولائد والعبيدا
وكنت ملاذنا في كلّ لزب، ... إذا هبّت شامية برودا]
وإنّك خير من ركب المطايا، ... وأكرمهم إذا نسبوا جدودا!
[رسول الله فارقنا، وكنّا ... نرجّي أن يكون لنا خلودا]
أفاطم! فاصبري فلقد أصابت ... رزيئتك التّهائم والنّجودا
وأهل البرّ والأبحار طرّا، ... فلم تخطئ مصيبته وحيدا
وكان الخير يصبح في ذراه، ... سعيد الجدّ قد ولد السّعودا!
فموتي إن قدرتي أن تموتي ... فقدتّ الطّيّب الرّجل الحميدا