للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب


[ () ]
حزنا لعمرك في الفؤاد مخامرا ... أم هل لمن فقد النبي فؤاد؟
كنا نحل به جنابا ممرعا ... جف الجناب، فأجدب الرواد
فبكت عليه أرضنا وسماؤنا ... وتصدعت وجدا به الأكباد
قل المتاع به وكان عيانه ... حلما تضمن سكرتيه رقاد
إن العيان هو الطريف وحزنه ... باق لعمرك في الفؤاد تلاد
إن للنبي وفاته كحياته ... الحق حق والجهاد جهاد
لو قيل تفدون النبي محمدا ... بدلت له الأموال والأولاد
وتسارعت فيه النفوس ببدلها ... هذا له الأغياب والأشهاد
هذا وهذا لا يرد نبينا ... لو كان يفديه سواد
إني أحاذر والحوادث جمة ... أمرا لعاصف ريحه إرعاد
إن جل منه ما يخاف فأنتمو ... للأرض إن رجفت بنا أوتاد
لو زاد قوم فوق منية صاحب ... زدتم، وليس لمنية مزداد
وقال عبد الله بن مالك الأرحبي:
لعمري لئن مات النبي محمد ... لما مات يا بن القبل رب محمد
دعاه إليه ربه فأجابه ... يا خير غورى ويا خير منجد
وقال عامر بن الطفيل الأزدي:
بكت الأرض والسماء على النو ... ر الذي كان للعباد سراجا
من هدينا به سبل الحق ... وكنا لا نعرف المنهاجا
وقال مران ذي عمير بن أبي مران الهمداني:
إن حزني على الرسول طويل ... ذاك مني على الرسول قليل
بكت الأرض والسماء عليه ... وبكاه خديمه جبريل
وقال أبو الهيثم بن التيهان:
لقد جدعنا آذاننا وأنوفنا ... غداة فجعنا بالنبي محمد
وقال أبو ذؤيب الهذلي:
لما رأيت الناس في عسلاتهم ... ما بين ملحود له ومضرح
متبادرين لشرجع بأكفهم ... نص الرقاب لفقد أبيض أروح
فهناك صرت إلى الهموم ومن يبت ... جار الهموم يبيت غير مروح
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها ... وتضعضعت آطام بطن الأبطح
وتزعزعت أجبال يثرب كلها ... ونخيلها لحلول خطب مفدح
ولقد زجرت الطير قبل وفاته ... بمصابه، وزجرت سعد الأذبح
وزجرت أن نعب المشحج سائحا ... متفائلا فيه بفأل أقبح
وقال عمر الفاروق:
لعمري لقد أيقنت أنك هالك ... ولكنهما أبدي الذي قلته الجزع