للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب


[ () ]
وقلت يغيب الوحي عنا لفقده ... كما غاب موسى، ثم يرجع كما رجع (كذا)
وكان هواي أن تطول حياته ... وليس لحي في بقا ميت طمع
فلما كشفنا البرد عن حر وجهه ... إذا الأمر بالجزع الموعب قد وقع
فلم تك لي عند المصيبة حيلة ... أرد بها أهل الشماتة والقذع
سوى آذن الله الذي في كتابه ... وما آذن الله العباد به يقع
وقد قلت من بعد المقالة قولة ... لها حلوق الشامتين به بشع
إلا إنما كان النبي محمد ... إلى أجل وافى به الموت فانقطع
ندين على العلات منا بدينه ... ونعطي الذي عطى ونمنع ما منع
ووليت محزونا بعين سخينة ... أكفكف دمعي والفؤاد قد انصدع
وقلت لعيني كل دمع دخرته ... فجودي به إن الشجي له دفع
وقال الصديق:
باتت تأويني هموم حشد ... مثل الصخور، فأمست هدت الجسدا
يا ليتني حيث نبئت الغداة به ... قالوا: الرسول قد أمسى ميتا، فقدا
ليت القيامة قامت بعد مهلكه ... ولا نرى بعده مالا ولا ولدا
والله أثنى على شيء فجعت به ... من البرية حتى أدخل اللحدا
كم لي بعدك من هم ينصبني ... إذا تذكرت أني لا أراك أبدا
كان المصفاء في الأخلاق قد علموا ... وفي العفاف. فلم نعدل به أحدا
نفسي فداؤك من ميت ومن بدن ... ما أطيب الذكر، والأخلاق، والجسدا
وقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدوية:
أمست مراكبه أوحشت ... وقد كان يركبها زينها
وأمست تبكي على سيد ... تردد عبرتها عينها
وأمست نساؤك ما تستفي ... ق، من الحزن يعتادها دينها
وأمست شواحب مثل النصا ... ل، قد عطلت، وكبا لونها
يعالجن حزنا بعيد الذها ... ب، وفي الصدر مكتنع حينها
يضربن بالكف حر الوجو ... هـ، على مثله جادها شونها
هو الفاضل السيد المصطفى ... على الحق مجتمع دينها
فكيف حياتي بعد الرسو ... ل، وقد حان من ميتة حينها
وقالت هند بنت الحارث بن عبد المطلب:
يا عين جودي بدمع منك وابتدري ... كما تنزل ماء الغيث فانثعبا
أو فيض غرب على عادية طويت ... في جدول خرق بالماء قد سربا
لقد أتتني من الأنباء معضلة ... أن ابن آمنة المأمون قد ذهبا
أن المبارك والميمون في جدث ... قد ألحفوه تراب الأرض والحدبا
أليس أوسطكم بيتا، وأكرمكم ... خالا وعما، كريما ليس مؤتشبا