للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* طلبُهُ للعِلْم ورَحلاتُهُ:

ابتدأ الإمامُ أحمد طلبه للعِلم في بغداد؛ فأخذ عن شيوخها، ثمَّ رحل إلى أقطار كثيرة من بلاد الإسلام لأخذ العلم عن شيوخها؛ فرَحل إلى الكُوفة، والبَصْرة، ومَكَّة، والمَدينة، واليَمن، والشام، والمغرب، وغيرها، والتقى كبار علماء عصره؛ فسمع منهم، وروى عنهم، ثمَّ رجع إلى بغداد وقد سَادَ أهلَ عصره، وفاقَ أقْرَانَه.

* صفاتُهُ الخِلْقيَّة والخُلُقيَّة:

كان الإمام أحمد رجلاً حَسَنَ الوَجْهِ، رَبْعَةً من الرجال -ليس بالطويل ولا بالقصير- يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ، فِي لِحْيَتِه شَعَرَاتٌ سُودٌ، يلبس ثياباً غليظة بيضاء، ويَعْتَمُّ بعمامة جليلة، مَهيباً.

وكان لا يخوض في شيء ممّا يخوض فيه الناس من أمر الدنيا؛ فإذا ذُكر العِلم تكلَّم، وكان حَسَنَ الخُلُق، حَسَنَ العِشْرة، يُؤْثِرُ الحِلْم والعَفو، عفيفاً، زاهداً في الدنيا، يكره المناصب والشُّهرة، ويعيش على الكفاف.

* شُيُوْخُهُ وتلاميذُهُ:

- أمَّا شيوخه: فكثيرون يصعب حصرهم؛ لأنَّه أكثر التِرْحَال إلى كثير من الأمصار، والتقى كثيراً من العلماء. ومن شيوخه المشهورين: محمَّد بن إدريس الشافعي، وسُفيان بن عُيَينة، ووكيع بن الجرَّاح، ويحيى بن سعيد القطَّان، وهَشِيم ابن بشير، وعبد الرزَّاق بن همَّام الصنعاني، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>