للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنَّه لا يعود إليه مرَّة ثانية أبداً» (١).

* الكتب المعتمدة في المذهب الحنبلي ومراتبها في الطلب:

من تأمَّل تصانيف الفقه يرى أنَّها ليست على درجة واحدة من حيث السَّبك وغزارة العبارة؛ ذلك أنَّ مصنِّفيها قد راعوا فيها رُتَب طلبة العلم من حيث الابتداء والتوسُّط والتقدُّم؛ بحيث يجد كلُّ طالب فقه ما يناسب إدراكه، ولا أدلَّ على ذلك من صنيع الإمام أبي عبد الله محمَّد بن أحمد بن قُدامة (ت ٦٢٠ هـ)؛ حيث صنَّف كتباً أربعة هي: «العُمْدة»، و «المُقْنِع»، و «الكافي»، و «المُغْني»؛ مراعياً فيها مراحل الطلب؛ فوضع «العُمْدة» للمبتدئين، و «المُقْنِع» لمن ارتقى عن رتبة الابتداء ولم يبلغ رتبة المتوسِّطين، و «الكافي» للمتوسِّطين ممَّن لم يبلغ درجة المتقدِّمين، وأخيراً «المُغْني» لمن بلغ الغاية (٢).

وهم بصنيعهم هذا يأخذون بيد طالب الفقه ليسير على درب الطلب رُوَيْداً رُوَيْداً؛ كي تحصل له الفائدة، وتتحقَّق له المنفعة.

والمذهب الحنبلي كغيره من المذاهب غنيٌّ بالتصانيف المفيدة التي لا غنى لطالب العِلْم عنها في أيِّ مرحلة من مراحل التدرُّج في طلب علم الفقه، ولكن هذه الكثرة ربما أوقعت الطالب في حيرة من أمره؛ أيّ كتاب يبدأ به؟ وأيّها أنسب للطلب في مرحلته التي هو فيها؟ وربما اختار لنفسه من غير دراية أو توجيه فوقع في التخبُّط


(١) «المدخل» لابن بدران (ص ٢٦٦).
(٢) انظر: «المدخل» لابن بدران (ص ٢٣٣)، «المَدْخَل المُفصَّل» لبكر أبو زيد (٢/ ٧١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>