للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في صيامِ أهلِ الأعذارِ

أوَّلاً: أقسامُ الناسِ في صيامِ رمضانَ:

ينقسم الناس في صيام رمضان إلى أقسام ثلاثة:

الأوَّل: من يَحرمُ عليه الفِطْرُ ويَجبُ عليه الصَّومُ:

وهو المسلمُ البالغُ العاقلُ المقيمُ القادرُ عليه. فمن لم يكن له عذرٌ يُبِيحُ الفِطرَ، يجبُ عليه الصومُ، ويحرمُ عليه الفِطرُ؛ لأنَّ صومَ رمضان فريضةٌ واجبةٌ، لا تبرأ الذمَّة إلَّا بأدائه.

- فإن أفطرَ عامداً في نهارِ رمضانَ، فيجبُ عليه أربعةُ أمورٍ:

١) الإمساكُ بقيَّة اليومِ؛ تعظيماً لشهر رمضان، ومراعاةً لحُرمتِه، ولأنَّه مأمورٌ بالإمساكِ جميعَ النهارِ؛ فمخالفتُه في بعضِه لا يبيحُ له المخالفةَ في الباقي.

٢) قضاءُ اليومِ الذي أفطرَ فيه؛ لما جاء عن ابن عمرَ قال: (مَنْ اسْتَقَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ فَعَلَيهِ القَضَاءُ) [رواه مالك في الموطأ]؛ فبيَّن أنَّ من تعمَّد إبطالَ صومِه فإنَّ ذمَّته لا تبرأُ إلَّا بصيامِ يومٍ مكانَه قضاءً.

٣) التوبةُ والاستغفارُ؛ لأنَّه بتعمُّدِه الفِطرَ قد أتى بمنكرٍ عظيمٍ، وارتكبَ كبيرةً من الكبائرِ، فيلزمُه أن يتوبَ إلى الله تعالى توبةً نصوحاً.

٤) الكفَّارة لمن أفطر بالجماع. وسيأتي بيانها.