للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن دام فعليه الدِّيَة كاملةً؛ لأنَّ كلًّا منها منفعة كبيرة ليس في البدن مثلها.

- ومن جَنَى على إنسانٍ فأَذْهَبَ عِدَّة حواسٍّ؛ كأن يُذهب سمعه، وبصره، وعقله، وشمَّه، وذوقه، وكلامه، ونكاحه، فعليه سبع دِياتٍ، وأَرْشُ تلك الجناية.

وإن مات من الجناية؛ فعليه دِيَةٌ واحدةٌ؛ لأنَّه يندرج في النَّفْس ما عداها من المنافع.

ثالثاً: دِيَةُ الشِّجاجِ:

الشِّجَاجُ: جمع شَجَّة، وهي اسمٌ لجُرح الرأس والوجه. سمِّيت بذلك لقطعها الجلد. وفي غير الرأس والوجه يُسمَّى جَرْحاً.

والشِّجاجُ عشرةُ أنواع، تنقسم إلى قسمين:

الأوَّل: شجاجٌ فيها حُكُومَة، وهي خمسة أنواع:

أ - الحارِصَةُ: وهي التي تحْرِصُ الجِلْدَ؛ بمعنى تَشُقُّه ولا تُدْميه. وتُسمَّى: القاشِرَة، والقِشْرة.

ب- البازِلَةُ الدَّامية والدَّامعة: وهي التي تُدْمي الجِلْدَ. من بَزَلَ الشيء إذا سَالَ، وسُمِّيت دامعة: لقِلَّة سَيَلان الدَّم منها، تشبيهاً بخروج دَمْع العَيْن.

ج- الباضِعَةُ: وهي التي تبْضَعُ اللَّحْم؛ أي تشُقُّه بعد الجِلْد.

د - المُتَلاحِمَةُ: وهي الغائِصَةُ في اللَّحْم.

هـ- السَّمْحاقُ: وهي التي تصل إلى قِشْرةٍ رقيقةٍ فوق العَظْم.