للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب المُسابَقَة

أوَّلاً: تعريفُ المُسابَقَة:

المسابقةُ لغةً: مفاعلةٌ من السَّبْق -بسكون الباء-؛ وهي بلوغ الغاية قَبْل غيرِه، وهي المجاراة بين الحيوانات ونحوها؛ كالأشخاص، والدرَّاجات، والسُّفُن.

وأمَّا السَّبَقُ -بفتح الباء-؛ فهو العِوَض، أو الجُعْل الذي يُسابق عليه.

ثانياً: حُكْمُ المُسابَقَة:

المسابقة جائزة بالسُّنَّة، والإجماع.

أمَّا من السنَّة: فلحديث ابن عمرَ (أَنَّ النَّبِيِّ سَابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي أُضْمِرَتْ -أي الهَزيلة- مِنَ الحَفْيَاءِ، وَأَمَدُهَا ثَنِيَّةُ الوَدَاعِ، وَسَابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضْمِرْ مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ) [متفق عليه].

وقد أجمع المسلمون على جواز المسابقة في الجملة.

ثالثاً: أنواعُ المُسابَقَة:

تنقسم المسابقة إلى نوعين:

النوعُ الأوَّل: مسابقةٌ بغير عِوَض.

وهذا النوع يجوز مطلقاً من غير تقييد بشيء معيَّن، طالما أنَّها على شيء مباح؛ كالمسابقة على الأقدام، والمسابقة بالسُّفُن، والطُّيور، والرَّمْي بالرِّماح، أو السِّهام، ونحو ذلك؛ لحديث عائشة قال: (خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ، وَلَمْ أَبْدُنْ؛ فَقَالَ لِلنَّاسِ: تَقَدَّمُوا، فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: