للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كتاب العتق]

أوَّلًا: تَعريفُ العِتْق:

العِتْق لُغةً: الخُلُوص، ومنه سُمِّي البيتُ الحَرامُ عَتيقاً؛ لخُلوصِهِ من أيدي الجبابرة.

واصطلاحاً: تحريرُ الرَّقبة، وتخليصُها من الرِّق.

وإنَّما خُصَّت الرَّقبة به، وإن كان يتناول جميع البَدَن، لأنَّ مِلْكَ السيِّد له كالغُلِّ في رقبته المانع له من التصرُّف، وإن كان العِتْق لجميع بَدنِهِ.

ثانياً: مَشروعيَّة العِتْق وفَضلُه في الإسلام:

الأصلُ في مشروعيَّة العِتْق: الكتابُ، والسُّنَّة، والإجماع.

- أمَّا الكتاب: فقوله تعالى: ﴿فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾ [المجادلة: ٣]، وقوله سبحانه: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ [البلد: ١٣].

- وأمَّا السُّنَّة: فما روى أبو هريرة ، عن النبيِّ قال: (مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّارِ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ) [متّفق عليه].

- وأمَّا الإجماع: فيقول الزركشيُّ: «وأجمع المسلمون على مشروعيَّة ذلك، وأنَّه قُرْبةٌ في الجملة».

والعِتْق من أعظم القُرَب التي نَدَبَ إليها الشَّارع ممَّا يَتقرَّب العبدُ به إلى الله؛