للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثالثاً: مَصْرِفُ الفَيْءِ:

يُصْرَفُ الفَيءُ في مصالح المسلمين، كما يُصْرف خُمْسُ خُمْسِ الغنيمة؛ لقول عمر بن الخطاب : (اجْتَمِعُوا لِهَذَا المَالِ فَانْظُرُوا لِمَنْ تَرَوْنَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تَجْتَمِعُوا لِهَذَا المَالِ فَتَنْظُرُوا لِمَنْ تَرَوْنَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَرَأْتُ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ سَمِعْتُ اللهَ يَقُولُ: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٧) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر: ٧ - ٨]. وَاللهِ مَا هُوَ لِهَؤُلَاءِ وَحْدَهُمْ، ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ الآيَةَ [الحشر: ٩]. وَاللهِ مَا هُوَ لِهَؤُلَاءِ وَحْدَهُمْ، ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ الآيَةَ [الحشر: ١٠]. وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلاَّ لَهُ حَقٌّ فِي هَذَا المَالِ، أُعْطِيَ مِنْهُ أَوْ مُنِعَ، حَتَّى رَاعٍ بِعَدَنَ) [رواه البيهقي].

- ويُبْدَأ فيه بالأهمِّ فالأهمِّ من سدِّ الثغور، وكفاية أهلها بالخيل والسلاح، وعمارتها؛ لأنَّ أهمَّ الأمور حفظ بلاد المسلمين، وأَمْنهم من عدوِّهم.

ثمَّ بالأهمِّ فالأهمِّ من إصلاح الجسور وعمارتها، وإصلاح الطُّرُق، والمساجد، ورِزْق القُضاة والأئمَّة المؤذِّنين والفُقهاء، وغير ذلك ممَّن يحتاج