للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[آداب الأكل والشرب]

أوَّلًا: سُنَنٌ ومُسْتحبَّاتٌ في الطَّعامِ والشَّرابِ:

١) تُسنُّ التَّسمية جَهْراً على الطعام والشراب؛ لحديث عائشة عنها -مرفوعاً-: (إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللهِ تَعَالَى؛ فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللهِ تَعَالَى فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ) [رواه أبو داود، والترمذي]، وقيس عليه الشرب.

فيقول: «بسم الله». وإن زاد: «الرحمن الرحيم» كان حَسَناً؛ فإن كانوا جماعة سمُّوا كُلُّهم.

ويُسمِّي المُميِّز؛ لحديث عمر بن أبي سلمة ، أنَّ النبيَّ قال له: (يَا غُلَامُ، سَمِّ اللّاهَ) [رواه البخاري، ومسلم].

ومن لا عقل له ولا تمييز يُسمَّى عنه؛ لتعذُّر ذلك منه.

ويُسمِّي الآكل والشارب عند كلِّ ابتداءٍ، ويحمدُ عند كلِّ قَطْعٍ.

٢) يُسنُّ للآكل أن يجلس على رجله اليُسرى مفترشاً لها، وينصب اليُمنى، أو يتربَّع؛ لأنَّه جَثَا عند الأكل؛ فعن عبد الله بن بُسْر قال: (أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ شَاةً، فَجَثَا رَسُولُ اللهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَأْكُلُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا، وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا) [رواه أبو داود، وابن ماجه]، وعن أبي جحيفة قال: قال رسول الله : (لَا آكُلُ مُتَّكِئاً) [رواه البخاري]؛ أي: لا آكل أَكْل من يريد الاستكثار من الطعام