للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

باب الوَلاء

أوَّلًا: تَعريفُ الوَلاء:

الوَلاءُ لُغةً: -بفَتْح الواو مَمْدوداً- بمعنى المِلْك والقَرابة والنُّصْرَة.

واصْطِلاحاً: عُصوبَةٌ ثابتةٌ بِعِتْقٍ، أو تَعاطِي سَببِهِ؛ كاسْتيلادٍ، وتَدْبيرٍ.

أو هي: عُصوبَةٌ سَبَبُها نِعْمَةُ المُعْتِقِ على رَقيقِهِ بِالعِتْقِ.

ومعناه: أنَّ من أَعْتَقَ عَبْداً أو أَمَةً صارَ المُعْتِقُ عاصِباً للمُعْتَقِ، فيستحقُّ جميع أحكام التَّعْصيب عند عدم وجود عَصَبَةٍ له من النَّسَب؛ فيكون له ميراثُه، ويكون وليًّا له في النِّكاح، وغير ذلك.

ثانياً: أدلَّة ثُبوتِ الوَلاء لمن أَعْتَقَ:

الأصلُ في ثبوت الوَلاء لمن أَعْتَق القرآن، والسُّنَّة، وإجماع الأُمَّة.

- فمن الكتاب: قول الله : ﴿فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ﴾ [الأحزاب: ٥].

- ومن السُّنَّة المطهَّرة: ما جاء في حديث عائشة أنَّ النبيَّ قال: (إِنَّ الوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَق) [رواه البخاري ومسلم].

- وأمَّا الإجماع: فقال ابن قُدامة: «أجمع أهلُ العِلْم على أنَّ من أَعْتَقَ عَبْداً، أو عَتَقَ عليه، ولم يَعْتِقْه سائبةً -أي لله-، أنَّ له عليه الوَلاءَ».