للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثالثاً: الحِكمَةُ من تَحريمِ المُسكِر:

حرَّمَ الله تعالى المُسكِرات؛ لما تشتمل عليه من الأضرار والمفاسد العظيمة التي لا تخفى؛ فهي تغتال العَقْل، والشَّرف، والمُروءة، وتُخرِج من الإنسان تعظيم محارم الله ﷿، وتُذهب منه الغَيْرَة، وتدعوه إلى الزِّنا ولو من مَحارِمِه، وتهوِّن له ارتكاب القبائح والآثام، وتلحقه بالمجانين.

وما وُجِدَت في مجتمعٍ وانتشرت بين أفراده إلَّا رَمَتْهُم في جحيم الشَّهَوات العارمة واللذَّات الهَمَجيَّة التي سرعان ما تضمِحِلُّ لتَعْقُبها الأوبئة السَّارية، والأمراض المُعْدِيَة، ناهيك عن فساد الأخلاق، وانتشار الفوضى، وكثرة الجرائم المتعدِّدة.

وهي رِجْسٌ من عمل الشيطان، وسلاحه الفتَّاك الذي يَصُدُّ به عن ذِكْر الله، وإقام الصَّلاة، ويوقع به العَداوة والبغضاء بين الناس.

فهي أمُّ الخبائث، وجِماع الإثم، ومَجْمَع الأمراض، ولذا حرَّمها الإسلام، وشَرَع فيها العقوبة؛ رَدْعاً لمتعاطيها، وحماية للمجتمع.

رابعاً: حدُّ شَارِب المُسكِر:

أ - إذا شَرِبَ حُرٌّ مُسْكِراً مائعاً، أو شَرِبَ ما خُلِطَ به ولم يُسْتَهلكْ فيه، فإنَّه يُجلَدُ ثمانين جَلْدةً، وإن لم يَسْكَر؛ لقول النبيِّ : (مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ) [رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه]، ولحديث أنسٍ : (أَنَّ نَبِيَّ اللهِ جَلَدَ فِي الخَمْر بِالجَرِيدِ، وَالنِّعَالِ، ثُمَّ جَلَدَ