للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسجود برأسه، ويجعل سجودَه أخفض من ركوعِه؛ لحديث جابر بن عبد الله أنَّ النبيَّ قال: (صَلِّ عَلَى الأَرْضِ إِنِ اسْتَطَعْتَ. وَإِلَّا فَأَوْمِئْ إِيمَاءً، وَاجْعَلْ سُجُودَكَ أَخْفَضَ مِنْ رُكُوعِكَ) [رواه البزار والبيهقي]. وفي حديث علي مرفوعاً: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَسْجُدَ أَوْمَأَ وَجَعَلَ سُجُودَهُ أَخْفَضَ مِنْ رُكُوعِهِ … ).

- أمَّا إذا عجز المصلِّي عن الإيماء في الركوع والسجود؛ كمن أُصيب بشَلَل كامل؛ فإنَّه يُومِئُ بعَيْنَيْهِ مع استحضار الفِعْل بقَلْبِه؛ لأنَّه قادر على الإيماء؛ فأشبهَ من يُومِئُ برأسه، ولا تسقط الصلاة عنه ما دام سليم العقل؛ لقدرته على الإيماء مع النيَّة.

- وإذا كان المصلِّي عاجزاً عن القول بلسانه في أثناء الصلاة لخرس أو قطع لسان، فإنَّه يستحضر القول بقلبه؛ لقول النبيِّ : (إِذَا أَمَرْتُكُمْ بَأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم).

خامساً: تَبدّلُ حالِ العاجزِ أثناءَ الصلاة:

- من صلَّى على حالٍ ثمَّ قَدِرَ على ما هو أعلى منها، انتقل إليها؛ كمن صلَّى جالساً، ثمَّ قدر على القيام في أثناء الصلاة؛ فإنّه ينتقل إلى القيام، أو صلَّى على جَنْبِه ثمَّ قدر في أثناء الصلاة على الجلوس، انتقل إليه؛ لأنَّ العلّة التي من أجلها عمل بالرخصة قد زالت؛ فتعيَّن أن يعمل بالأصل.

- وكذا إن صلَّى على حال ثمَّ احتاج إلى ما هو أدنى منها، انتقل إلى الحال الأدنى؛ كمن صلَّى قائماً ثمَّ شقَّ عليه القيام، أو صلَّى قاعداً ثمَّ شقَّ عليه القعود، انتقل إلى القعود أو الاستلقاء بحسب حاله.