للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُتَضَرِّعاً حَتَّى أَتَى المُصَلَّى، فَلَمْ يَخْطُبْ خُطْبَتَكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنْ لَمْ يَزَلْ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّكْبِيرِ، وَصَلَّى رَكْعَتَينِ كَمَا كَانَ يُصَلِّي فِي العِيدِ) [رواه أبو داود والترمذي]، ولحديث عائشة في الاستسقاء: ( … فَخَرَجَ رَسُولُ الله حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ … ) [رواه أبو داود].

رابعاً: آدابُ الخروجِ للاستِسْقاءِ وما يُستحبُّ له:

إذا أراد الإمام الخروج للاستسقاء فيستحبُّ له مراعاة ما يلي:

١) أن يَعِظَ الناس ويأمرَهم بالتوبة والخروج من المظالم؛ لأنَّ المعاصي والمظالم سببٌ للقَحْط وزوال النِّعَم، قال النبيُّ : ( … وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا القَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا البَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا … ) [رواه ابن ماجه]. والطاعة وتقوى الله ﷿ سبب للبركات، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف ٩٦].

٢) أن يتنظَّف لها بالغُسْل والسِّواك وإزالة الرائحة وتقليم الأظفار ونحوه؛ لئلَّا يؤذي الناس، وهو يوم يجتمعون له فأشبه الجمعة، ولا يتطيَّب؛ لأنَّه يوم استكانة وخضوع.

٣) أن يخرج متواضعاً متخشِّعاً متذلِّلاً متضرِّعاً؛ لحديث ابن عباس السابق أنَّ رسول الله (خَرَجَ مُتَبَذِّلاً مُتَواضِعاً مُتَضَرِّعاً حَتَّى أَتَى المُصَلَّى … )، ومتبذلًّا: أي غير متزيِّن في الهيئة.

٤) أن يدعوَ أهل الصلاح والخير والمشهورين بالتقوى والعبادة والعلم ونحو