للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإيغار الصدور، كما أنَّ فيه احتكاراً للمال في أيدي الأغنياء، وتضخُّمه بطريق غير مشروع.

رابعاً: الأعيانُ التي يجري فيها الرِّبا، وعِلَّة الرِّبا فيها:

نصَّ النبيُّ على الأعيان التي يجري فيها الربا؛ وهي التي وردت في حديث عبادة بن الصامت ، قال: قال رسول الله : (الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالفِضَّةُ بِالفِضَّةِ، وَالبُرُّ بِالبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالمِلْحُ بِالمِلْحِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَمَنْ زَادَ، أَوِ اسْتَزَادَ؛ فَقَدْ أَرْبَى، الآخِذُ وَالمُعْطِي فِيهِ سَوَاءٌ) [رواه مسلم]. وهذه الأصناف مجمعٌ على جريان الربا فيها.

وعِلَّة الربا في الذَّهب والفضَّة: الوَزْنُ والجِنْسُ، وفي بقيَّة الأصناف الأربعة الأخرى: الكَيْلُ والجِنْسُ.

ويُلحق بهذه الأصناف كلُّ مَوْزونٍ ومَكِيلٍ؛ فيجري الربا في كلِّ موزونٍ من جنسٍ واحدٍ وإن كان غير مطعومٍ؛ كالحديد، والنحاس، والرصاص، والقطن، والحرير، أو كان مطعوماً؛ كالخبز، والجبن، واللحم، والزُّبد؛ فلا تباع بجنسها مُتفاضِلةً ولا آجِلةً.

كما يجري الربا في كلِّ مَكيلٍ من جِنْسٍ، سواء كان من المطعومات، أو من غير المطعومات؛ فيجري الربا في الحبوب؛ كالذُّرة، والأرز، والعدس، وفي الأبازير؛ كالكَمُّون، والفلفل، والقُرُنْفُل، والقِرْفَة، وفي المائعات؛ كاللَّبن، والخلِّ، والزيت، ونحوها، وفي الثمار؛ كالزبيب، والفستق، واللوز، والزيتون، والمشمش، وفي غير المطعومات؛ كالأُشْنان؛ فلا تباع بجنسها متفاضلةً، ولا آجلةً.