للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

باب العاقِلَة

أوَّلًا: تعريفُ العاقِلَة:

العاقِلةُ لغةً: جمع عاقِلٍ، وهو المؤدِّي للدِّية؛ وأصله من عَقْل الإبل؛ وهي الحِبالُ التي تثنى بها أيديها إلى رُكَبِها. وقيل: من العقل؛ أي المنع؛ لأنَّهم يمنعون عن القاتل. وقيل: لأنَّهم يعقلون لسان ولي المقتول.

أمَّا اصطلاحاً: فهم الذين يَغْرَمون ثُلُثَ الدِّيَةِ فأكثر بسبب جناية الغارم.

وعاقِلَةُ الجاني: هم ذُكور عَصَبَته نَسَباً ووَلاءً، حتَّى عَمودَي نَسَبِه ومَنْ بَعُدَ؛ كابن ابن ابن عمِّ جدِّ الجاني، سواء كان الجاني رجلًا أو امرأةً.

ودليل تحمُّل العاقِلَة دِيَة الجاني: ما روى أبو هريرة قال: (قَضَى رَسُولُ اللهِ فِي جَنِينِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لَحْيَانَ سَقَطَ مَيِّتًا بِغُرَّةٍ، عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، ثُمَّ إِنَّ المَرْأَةَ الَّتِي قَضَى لَهَا بِالْغُرَّةِ تُوُفِّيَتْ، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ بِأَنَّ مِيرَاثَهَا لِبَنِيهَا وَزَوْجِهَا، وَأَنَّ العَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا) [متفق عليه].

ولأنَّ العَصَبَة يَشُدُّون أزْرَ قَريبِهِم ويَنْصُرونَه، فاستوى قَريبُهُم وبَعيدُهُم في العَقْل.

ولأنَّ الأب والابن أَحَقُّ بنُصْرَتِه من غيرهما، فوجب أن يَحْمِلا عنه؛ كالإخوة، وبني الأعمام.

ويدخلُ العَصَبَةُ بالوَلاء؛ لعموم الحديث السابق.