للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا ما سُمِّي به غيرُه تعالى، وينصرف إلى الله تعالى عند الإطلاق؛ كالعظيم، والرَّحيم، والقادر، والرَّبِّ، والمَوْلَى، فإنْ نَوَى به الله تعالى، أو أطلق، كان يميناً؛ لأنَّه بإطلاقِهِ ينصرفُ إليه تعالى. وإن نَوَى به غير الله تعالى فليس بيمين؛ لأنَّه يُستعمَلُ في غيره.

ج- الحَلِف بصفةٍ من صفات الله تعالى؛ كعِزَّة الله، وعَظَمَته، وقُدْرَته، وعِلْمِه، ونحو ذلك؛ لأنَّ ذلك بإضافته إلى الله تعالى، صار يميناً بذِكْر اسمه سبحانه معه، وقرينةُ الاستعمال صارفةٌ إليه.

د - الحَلِف بالقرآن، وبكلام الله تعالى، وبسورةٍ منه، وآيةٍ منه؛ لأنَّه صفةٌ من صفاته تعالى؛ فمن حَلَف به، أو بشيءٍ منه كان حالفاً بصفته تعالى. وكذا تنعقد بالحَلِف بالمصحف؛ لأنَّه يتضمَّن القرآن الَّذي هو صفته تعالى.

هـ- الحَلِف بالتوراة ونحوها من الكتب المُنزَّلة؛ كالإنجيل، والزَّبور؛ لأنَّ إطلاق اليمين بها ينصرفُ إلى التوراة والإنجيل والزَّبور المُنزَّل من عند الله تعالى دون المُبدَّل. ولا تسقطُ حُرمةُ شيءٍ من ذلك بكونه مَنْسوخَ الحُكْم بالقرآن؛ لأنَّ غاية ذلك أن يكون كالآية المَنْسوخ حُكْمُها من القرآن، ولا تخرج بذلك عن كونها كلام الله تعالى، وإذا كانت كلامه فهي صفةٌ من صفاته؛ كالقرآن.

* حُكْم الحَلِف بالمَخْلوق:

- يَحرُمُ الحَلِف بمَخلوقٍ؛ كالأولياء، والأنبياء ، والآباء ونحو ذلك، أو بالكعبة ونحوها؛ لحديث ابن عمر أنَّ النبيَّ