المؤمنين سنة ٣٤٢ وتلقب (الشاكر للَّه) وضرب السكة باسمه ولقبه، وكتب عليها (تقدست عزة الله) وكانت تسمى (الدراهم الشاكرية) قال ابن حزم: وكان في غاية العدل. واستمر إلى أن زحف جوهر القائد (أيام المعز الفاطمي) في جموع كتامة وصنهاجة وأوليائهم إلى المغرب الأقصى (سنة ٣٤٧) فغلب على سجلماسة، وفر محمد بن الفتح إلى حصن (تاسكرات) على أميال من سجلماسة، وأقام به، ثم دخل سجلماسة متنكرا فعُرف، واعتقله جوهر، وساقه معه أسيرا إلى المهدية هو وأحمد بن أبي بكر اليفرني أمير فاس، وخمسة عشر رجلا من أشياخها، ودخل بهم وهم بين يديه في أقفاص من خشب على ظهور الجمال، وعلى رؤوسهم قلانس من لبد مستطيلة مثبتة بالقرون، وطيف بهم في بلاد إفريقية وأسواق القيروان، ثم ردوا إلى المهدية وحبسوا بها حتى ماتوا في سجنها.
١٤ - المنتصر باللَّه (ولم تذكر المصادر اسمه) وهو أحد أبناء (الشاكر للَّه) الّذي قبله: ثار بسجلماسة، بعد أسر أبيه بمدة، وتولاها، فوثب عليه أخ له اسمه (أو كنيته) أبو محمد، فقتله (سنة ٣٥٢) .
١٥ - (أبو محمد) وهو أخو (المنتصر باللَّه) بن محمد (الشاكر للَّه) بن الفتح: تولى الأمر بعد قتل أخيه (سنة ٣٥٢) وتلقب بالمعتزّ باللَّه، وأطاعته قبائل مكناسة، وهي في حال انحلال وأقام بسجلماسة إلى أن هاجمها (خزرون بن فلفول) من رؤساء (مغراوة) فبرز أبو محمد (المعتز باللَّه) لدفعه عنها، فهزمه خزرون وقتله (سنة ٣٦٦) وبعث برأسه إلى قرطبة. وانتهى به أمر بني مدرار (١) .
(١) البيان المغرب ١: ١٠٧، ١٥٣، ١٥٤، ١٥٦، ١٥٧ وابن خلدون ٦: ١٣٠ - ١٣٣ والاستقصا، الطبعة الثانية ١: ١١١ - ١١٤ و ١٨١ و ١٨٢ ثم ٢: ١٠ والمغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، ل أبي عبيد البكري ١٤٩ - ١٥١.