المطبعة. وبعد أن أرسى - رحمه الله - إعادة التشييد التي ذكرنا، فاجأه الأجل فحال دون تحققه التحقق الأخير من النتائج، كما حال دون قيامه بما كان ينوي القيام به من إجراء تصويب ما حملته الطبعات السابقة من قليل هنات طباعية وغيرها، وإزالة ما يمكن أن يكون قد تكوّن فيها من المفارقات، نتيجة للتعديلات التي يمكن أن تكون قد طرأت في العالم، على الأنظمة السياسية والمتعارفات الجغرافية والوقائع العالمية، وغير ذلك: من طبع كتب كانت مخطوطة بتاريخ إصدار الطبعات السابقة من (الأعلام) ، فوصفت فيها بأنها (مخطوطة) ، وأشير في هذه الطبعة إلى أنها أصبحت مطبوعة، أو إضافة مؤلفات لمترجم لهم، لم تكن قد وقعت للمؤلف إبّان إخراجه الطبعات السابقة من الكتاب، فلم يذكرها، وذكرت هنا في ترجمات أصحابها، فكان أن تناول الإشراف التنفيذي التقني لهذه الطبعة - في أنواعه ومراحله - ما يؤول إلى تنقيتها من كل ما ذكر، وغيره، وبرزها - نمطا ومطابقة - كما خطّط لها مؤلّفها أن تبرز، مع الإشارة - بعض الأحيان، في الحواشي والتعليقات - إلى قيام المشرف بما قام به.
لقد كان يسعد (دار العلم للملايين) أن يتم إخراج هذه الطبعة من (الأعلام) بإشراف الّذي كان يأمل لهذه الطبعة أن تكون تتويجا للعقود الستة من دأبه على تكميلها، ولكن، أما وأن الأجل قد حال دون تحقيق هذه الأمنيّة، فإن (الدار) لتنذر أن تبذل - في هذه السبيل - ما كان سيبذل، والله من وراء القصد.