علي باشا " لا يقل قسوة عن أحمد فيضي، فعادث الثورة، وحوصر الترك في صنعاء. واشتدت المعارك ولقيت الجيوش العثمانية الشدائد في تلك الديار، فأرسلت حكومة الآستانة وفدا برئاسة " عزت باشا " اتفق مع الإمام يحيى، وكان يومئذ في " السُّودة " شمالي صنعاء، على الاجتماع في دعّان (بالشمال الغربي من عَمْران) وأمضيا شروطا للصلح أوردها الواسعي في تاريخ اليمن. وانتهى الأمر بجلاء الترك عن البلاد اليمنية (سنة ١٣٣٦) ودخل الإمام صنعاء. وخلص له ملك اليمن استقلالا. وطالت أيامه، وهو، كما قال أحد الكتاب في وصفه: " كل شئ في اليمن، ومرجع كل أمر، دقّ أو جلّ، وما عداه من موظفين وعمال وعسكريين وحكام، أشباحٌ وشخوص، لا سلطان لها ولا رأي. وكان يرى الاستبداد في الحكم خيرا من الشورى " وضاقت صدور بعض بنيه وخاصته، وفيهم الطامع بالعرش، والمتذمر من سياسة القمع، والراغب بالإصلاح، فتألفت جماعات في السرّ،