للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من لي بأن ألقى الحبيب وأظفرا ... وأشمّ من مثواه مسكا أذفرا

وأرى التي شغفت بها مهج الورى ... خصّت بهجرة خير من وطئ الثّرى

وأجلّهم قدرا فكيف تراها؟ ... كلفي بها طبع بغير تكلّف

صفت القلوب لها لأجل من اصطفي ... وجلال تلك الأرض ما هو بالخفي

كلّ البلاد إذا ذكرت كأحرف ... في اسم المدينة لا خلا معناها

هي للقلوب الصّافيات حبيبة ... ولأهلها والنّازلين رحيبة

فاقت جميع الأرض فهي غريبة ... حاشا مسمّى القدس فهي قريبة

منها ومكّة إنّها إياها ... فاجعل مزارك للثّلاث وظيفة

وأمن بمكّة والمدينة خيفة ... فكلاهما تدع القلوب نظيفة

لا فرق إلّا أنّ ثمّ لطيفة ... مهما بدت يجلو الظّلام سناها

فافهم وأرجو أن تفيق وتفهما ... أمر الّذي هو قد سما فوق السّما

إنّ الفضيلة حيث أصبح منهما ... جزم الجميع بأنّ خير الأرض ما

قد حاط ذات المصطفى وحواها ... فمن العجائب مهجتي عنها سلت

وهي الّتي بضريح أحمد فضّلت ... مثل العقود بقدر جوهرها غلت

ونعم لقد صدقوا بساكنها علت ... كالنّفس حين زكت زكا مأواها

إنّي أقول فلا تكن ذا غيبة ... قف عند حجرته بموقف هيبة

فاسأل فإنّك لن ترى ذا خيبة ... وبهذه ظهرت مزيّة طيبة

فغدت وكلّ الفضل في معناها ... منها بدا للخلق واضح سنّة

فعلى البلاد لها عظيمة منّة ... ولها خصائص فضلها ذو مكنة

حتّى لقد خصّت بروضة جنّة ... الله شرّفها بها وحباها

هي غير خافية لقلب مبصر ... فاغسل من الأهواء قلبك وانظر

وابسط هناك الخدّ منك وعفّر ... ما بين قبر للنبيّ ومنبر

حيّا الإله رسوله وسقاها